بكين – (رياليست عربي): يبدو أن الصين، تراهن على مساراً مشابهاً لما حدث في دونيتسك ولوغانسك اللتين أصبحتا جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، واعترفت بهما روسيا، في بداية الأزمة مع أوكرانيا، حيث يعتبر أن الاتجاه الذي تستهدفه الصين في ظل تمسكها بـ”تايوان” هي جزر سليمان التي وقعت اتفاقاً أمنياً واسعاً مع بكين، الأمر الذي جعل دول غربية عدة على رأسها الولايات المتحدة، تشعر بالقلق من الطموحات العسكرية للصين في المحيط الهادئ وما وراء ذلك من جائزة “تايوان”.
وواضح أن “جزر سليمان” بعد توقيع هذا الاتفاق، هو مسمار للصين على طريقة ما حدث في “دونيتسك” و”لوغانسك” في بداية الأزمة الروسية الأوكرانية.
وفي 12 مايو/ أيار 2014، أعلنت دونيتسك ولوغانسك استقلالهما بعدما صوت معظم سكان المقاطعتين اللتين تقعان في حوض دونباس الشرقية في استفتاء عام لصالح الانفصال عن أوكرانيا، وكان الاعتراف بهما جمهوريتين في الربع الأول من العام الحالي من جانب موسكو.
![](https://arabic.realtribune.ru/img/uploads/2022/04/جزر-سليمان.jpg)
وشهدت جزر سليمان في نهاية 2021 أعمال شغب سقط فيها قتلى غذاها استياء جزء من السكان من النفوذ المتزايد للصين، وتعرضت شركات مملوكة لصينيين للتخريب والحرق في هونيارا عاصمة هذا الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ على بعد حوالي 1500 كيلومتر عن أستراليا التي كانت من الأطراف الفاعلة في المنطقة لنشر قوات لحفظ السلام في جزر سليمان بطلب من حكومة الأرخبيل، ومنذ ذلك الحين، بحسب تقارير صحفية، سعت بكين التي أرسلت مدربين للشرطة ومعدات لمكافحة الشغب، إلى تعزيز وسائل حفظ الأمن في الجزيرة.
وقد سرب الشهر الماضي مسودة للاتفاق أثارت صدى لدى أستراليا لأنه يتضمن مقترحات تجيز نشر قوات من الشرطة والبحرية الصينية في الأرخبيل، وتشعر كانبيرا منذ فترة طويلة بالقلق من إمكانية بناء الصين قاعدة بحرية في جنوب المحيط الهادئ من شأنها أن تسمح لها بنشر قواتها البحرية خارج حدودها.
في الأسابيع الأخيرة كثفت أستراليا والولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية لثني جزر سليمان عن التقرب من بكين، حيث ترى واشنطن كما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، أن توقيع اتفاق كهذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار داخل جزر سليمان وأن يشكل سابقة مقلقة لمنطقة جزر المحيط الهادئ برمتها.
وواجه رئيس وزراء جزر سليمان، انتقادات لرغبته في إقامة علاقات أقوى مع بكين بعد أن قطع فجأة العلاقات التي أقيمت منذ فترة طويلة مع تايوان في 2019، في ظل معارضة بكين أي اعتراف دبلوماسي بـ”تايوان” التي تعتبرها جزءاً من أراضيها، وهي تعتبر ذلك شرطاً أساسياً مسبقاً لإقامة علاقات دبلوماسية مع أي دولة.