القاهرة – (رياليست عربي): عقب أيام قليلة من زيارة رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، اللواء عباس كامل، إلى العاصمة السودانية «الخرطوم»، وحمله تحذيرات للقوى السياسية الفاعلة من خطورة تهميش دور المؤسسة العسكرية، دخلت مصر على خط الأزمة السودانية بقوة ودعت الفرقاء لورش حوارية تستضيفها القاهرة لتقريب وجهات النظر.
مصر التي استشعرت ترك الساحة في السودان لتجاذبات إقليمية، عرضت استضافة القوي السياسية السودانية، لإجراء حوار «سوداني –سوداني» في فبراير/ شباط المقبل لحل الأزمة التي تمر بها الدولة.
وسارعت رموز سياسية في الترحيب بالدعوة المصرية، وقال رئيس الحزب الوطني الاتحادي السوداني، إنها فرصة للعمل على هدف واحد، معتبراً أن من يعتبر نفسه الفائز الأوحد من الأطياف السياسية يعد خاسراً، وطالب القوى السياسية بإجراء حوار شفاف، يكون حافزاً للتشارك في هدف أساسي وهو تحقيق مطالب الثورة وعلى رأسها إقامة الدولة السودانية الديمقراطية.
السياسي السوداني أوضح، أن الورشة الحوارية المزمع عقدها بين المكونات السياسية السودانية في القاهرة، ستكون فرصة لبناء الثقة بين السودانيين والخروج ببلادنا من إطار الصراعات الذي يزيد الأزمة.
وكشف أن هناك تواصلاً بين الحزب والمجلس المركزي والعديد من القوى السياسية؛ للوقوف على نقاط محددة للاتفاق على صيغة توافقية وسطى لصالح الوطن، مشيراً إلى أنه لا يوجد مكون سياسي مفوّض من الشعب -في إشارة للاتفاق الإطاري-، وهو ما يدعو لتكاتف وتوحيد الرؤى.
من جانبه اعتبر، الكاتب السوداني إبراهيم الصديق، أن المبادرة المصرية تتميز في عدة نقاط أهمها، ارتباط الأمن القومي المصري بما يجري في السودان، وأي نزاع أو تفكك الدولة السودانية أو عدم استقرار، يؤثر في خاصرة الأمن القومي المصري، ولذلك فإن استقرار ووحدة السودان وأمنه هو مصلحة مصرية كما أنه مصلحة سودانية، وبذلك تحسب لعواقب وتأثيرات أي حلول، فهي أكثر حرصاً من غيرها.. بعض الدول لا تربطها بالسودان حدود ولا تاريخ، لاهثة خلف أجندة ووصفات مريبة دون اهتمام بما يحدث لاحقاً، فهي غير معنية سوى بمصالحها وأجندتها وتحقيق مكاسب عاجلة دون الانشغال بالعمق الاستراتيجي وقراءة تداعيات المستقبل.