واشنطن – (رياليست عربي): أثار التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران انقسامات عميقة داخل الحزب الجمهوري الأمريكي، وفقاً لتقارير إعلامية روسية. فبينما يؤيد الجناح المتشدد بقيادة ترامب دعم إسرائيل غير المشروط، يبدي أعضاء آخرون في الحزب قلقاً متزايداً من مخاطر الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.
تشير مصادر داخل الحزب الجمهوري إلى أن هذا الخلاف يعكس صراعاً أوسع بين تيارين:
المحافظون الجدد الذين يرون في إيران تهديداً وجودياً يجب مواجهته
التيار الواقعي الذي يحذر من تكرار سيناريو العراق وتداعيات حرب مفتوحة
وقد زادت حدة هذه الانقسامات بعد تصريحات ترامب الأخيرة التي وعد فيها بـ”رد ساحق” إذا تعرضت إسرائيل لهجوم إيراني، بينما عبر عدد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين عن تحفظهم على أي تدخل عسكري مباشر.
من جهة أخرى، تكشف الوثائق الداخلية أن اللوبي الإسرائيلي يمارس ضغوطاً مكثفة على المشرعين الجمهوريين، حيث أنفقت مجموعات الضح الإسرائيلية ما يقارب 25 مليون دولار على حملات التأثير في واشنطن خلال الربع الأول من هذا العام فقط.
في المقابل، يبرز تيار متنام داخل الحزب الجمهوري، بقيادة شخصيات مثل السيناتور راند بول، يدعو إلى سياسة خارجية أقل تدخلاً، مع التركيز على المصالح الأمريكية بدلاً من التحالفات التقليدية.
هذه الانقسامات تظهر بوضوح في تصويتات الكونجرس الأخيرة حول المساعدات العسكرية لإسرائيل، حيث امتنع 15% من الجمهوريين عن تأييد حزمة المساعدات الإضافية، في مؤشر نادر على التمرد داخل صفوف الحزب.
محللون سياسيون يرون أن هذا الصدع داخل الحزب الجمهوري قد يؤثر على استراتيجيته الانتخابية للعام 2024، خاصة في ظل تزايد استطلاعات الرأي التي تظهر أن 38% فقط من الناخبين الجمهوريين يؤيدون إرسال قوات أمريكية إلى المنطقة في حال اندلاع حرب شاملة.
كما تشير تقارير استخباراتية إلى قلق البنتاغون من احتمال استنزاف القدرات العسكرية الأمريكية في مواجهة متعددة الجبهات، مع تركيز واشنطن الحالي على أوكرانيا وتايوان في نفس الوقت.
في الخلفية، تظهر بيانات اقتصادية أن أي تصعيد كبير في المنطقة قد يؤدي إلى صدمة في أسواق النفط، مع توقعات بارتفاع الأسعار إلى 150 دولاراً للبرميل، مما سيهدد التعافي الاقتصادي الهش في الولايات المتحدة.
هذه التطورات تضع القيادة الجمهورية أمام معضلة حقيقية: كيف توازن بين التزامها التقليدي بدعم إسرائيل والمخاوف المتزايدة من تكلفة حرب جديدة، في وقت يشهد فيه العالم تحولات جيوسياسية كبرى وتحديات اقتصادية طاحنة.