بكين – (رياليست عربي): في الأيام الثلاثة المقبلة، ستستضيف الصين حدثاً دولياً تحت رعاية المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي لطالما أطلق عليه اسم “دافوس الصيفي” بشكل غير رسمي، منذ عام 2007، تم عقده بالتناوب في مدينتي داليان وتيانجين الصينيتين.
الهدف الرئيسي للحدث الذي شارك فيه 1.5 ألف شخص من 90 دولة هو تعزيز الابتكار وريادة الأعمال على نطاق عالمي مع التركيز بشكل خاص على آسيا، لكن من الواضح أن الجانب المضيف يضع رسالة سياسية فيه – على خلفية السياسات الغربية، أصبحت بكين والاقتصادات الناشئة قوة دافعة في عملية العولمة.
سيغطي الاجتماع الأول وجهاً لوجه لقادة العالم في السنوات الثلاث الماضية تحت رعاية المنتدى الاقتصادي العالمي، كما يطلق على الحدث رسمياً، الموضوعات التالية: الابتكار، وتحول الطاقة، وتوريد المواد المختلفة، واتجاهات الاستهلاك في حقبة ما بعد الوباء، والطبيعة وحماية المناخ، ودور الصين في السياق العالمي، في نفس الوقت، في 27-29 يونيو، تمت دعوة أكثر من 1.5 ألف مشارك من 90 دولة إلى تيانجين، وشمل هؤلاء، على سبيل المثال، الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، ورئيس منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا، والرؤساء التنفيذيين للشركات والبنوك العالمية الكبرى.
بالنسبة للصين، إن حقيقة أن بكين لا تفتح ذراعيها من جانب واحد للعالم وأن هذه العملية تسير على أساس المعاملة بالمثل، تجلى في وصول قادة أربع دول إلى الصين في وقت واحد، الذين جمعوا مشاركتهم في المنتدى بالزيارات الرسمية. الى الصين، وكان من بينهم رئيس وزراء بربادوس، ميا أمور موتلي، ورئيس الحكومة المنغولية، لوفسانامسرين أويون إيردين، ورئيس وزراء فيتنام، فام مينه تشين، ورئيس حكومة نيوزيلندا، كريس هيبكينز.
أما بالنسبة للرياض، تعمل المملكة العربية السعودية باستمرار على بناء علاقات مع الصين منذ حوالي 10 سنوات، وتسارعت هذه العملية في السنوات الأخيرة حيث يشعر السعوديون بتراجع الاهتمام الأمريكي بالشرق الأوسط ويبحثون عن بديل لأمريكا.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب المملكة العربية السعودية حالياً دور أحد الضامنين لأمن الطاقة للصين، حيث تُعتبر مورداً موثوقاً للهيدروكربونات بسعر مناسب، كما أن بكين بالنسبة للرياض ليست فقط منفذاً إلى واحد من أكبر الأسواق في آسيا واتجاهاً مهماً للاستثمار، ولكنها أيضاً مصدر بديل للتقنيات العالية لرقمنة وتحديث الاقتصاد، والتي ينفذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ومن هنا اهتمام السعوديين بالمنتدى الاقتصادي القادم، كما من الممكن توقع إبرام عقود كبيرة جديدة، في المستقبل، يمكن أن تُستكمل الشراكة الاقتصادية بشراكة عسكرية سياسية، حيث أن جمهورية الصين الشعبية تعمل بالفعل كوسيط في الشرق الأوسط، وهناك معلومات حول بناء قاعدة عسكرية صينية في إحدى دول الخليج.
بالنتيجة، وبينما كانت الدول الغربية تحاول بصراحة أن تكون صديقة للصين في السنوات الأخيرة، تحافظ بكين نفسها على ثبات دبلوماسي في مقاومة اشتداد المواجهة بين الكتلة، ويبرهن على قدرته على الحفاظ على اتصالات طبيعية مع بقية العالم لمنفعة نفسه والدول الصديقة.
أما بالنسبة للوفد الروسي، فلا توجد خطط لمشاركة رفيعة المستوى من الاتحاد الروسي، ومع ذلك، لدى موسكو وبكين العديد من المبادرات الثنائية التي تسمح لروسيا بعدم التركيز على “دافوس الصيفي”.