مسقط – (رياليست عربي): في خضم التطورات الإقليمية والعالمية الحاصلة مؤخراً، ما بين الأحداث الأمنية في طهران، وما يجري على الساحة السورية شمالاً، مروراً بالمواجهة الروسية ـ الغربية على الأرض الأوكرانية، ثم تداعياتها بإعلان السويد وفنلندا رغبتهما الانضمام للناتو، تتحرك طهران نحو بلد عربي في زيارة وُصفت بأنها لتحريك المياه الراكدة إقليمياً عموماً وما يخص ملفها النووي خصوصاً.
فقد بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي زيارة إلى سلطنة عُمان في ثاني محطة عربية له منذ توليه مهامه العام الماضي، يُتوقع أن تشهد توقيع اتفاقيات بين السلطنة الخليجية وطهران، حيث استقبل سلطان عمان هيثم بن طارق الرئيس الإيراني لدى وصوله المطار السلطاني الخاص في العاصمة، وأجريت مراسم استقبال رسمية له في وقت لاحق في القصر السلطاني تخلّلها إطلاق المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحيّة للرئيس الضيف، بحسب بيان رسمي عماني.
وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسميَّة استعرضا خلالها “أوجه التعاون الثنائي القائم بين البلدين في شتى المجالات، وسبل دعم وتعزيز علاقات الصداقة المتينة، فيما تستمر الزيارة ليوم واحد وهي الثانية للرئيس الإيراني بعد زيارته الأولى لقطر في فبراير/ شباط الماضي.
العلاقات التي تجمع كلاً من إيران وسلطنة عمان، توصف بالجيدة، لا سيما وأن عمان تلعب دوراً وسطياً وتوفيقياً بين جميع الأفرقاء أي العرب من جهة وإيران من جهة أخرى، فيما تتحدث التحليلات بأن زيارة الرئيس الإيراني للسلطنة يندرج تحت محاولته تحريك المياه الراكدة في العلاقات مع الدول الخليجية، من أجل ترطيب الأجواء، إذ تمر المنطقة والعالم بأحداث ساخنة وتحديات خطيرة، فضلاً عن رأي البعض بأن أحد أهداف هذه الزيارة أن تلعب عمان دوراً ما في إعادة تحريك مفاوضات الملف النووي الإيراني، عبر علاقاتها مع أشقائها في البيت الخليجي أولاً وعلاقاتها مع واشنطن ثانياً.
سبق لسلطنة عمان أن أدت دوراً وسيطاً بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2015. وتأتي زيارة الرئيس الإيراني في وقت تُبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة الى إحياء هذا الاتفاق.
وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان التي أبقت على تمثيلها الدبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، على رغم قيام دول في مجلس التعاون الخليجي بمراجعة علاقاتها مع إيران بعد الأزمة بين الرياض وطهران.
قبيل مغادرته طهران، قال رئيسي حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية “ارنا” إنّ “العلاقات التجارية بين إيران وسلطنة عمان ستتحسن بالتأكيد في مختلف المجالات بما فيها النقل والطاقة والسياحة خاصة السياحة الصحية”، مضيفاً أنّ “في هذه الزيارة سيتم توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين”.
ولفت الى أنّ الزيارة تأتي في “إطار سياسة الحكومة القائمة على تعزيز العلاقات مع دول الجوار” الأمر الذ أكّد رئيسي مراراً أنه يشكّل أولوية لسياسة حكومته الخارجية.
تواجه عمان، حليفة الولايات المتحدة، مصاعب اقتصادية منذ تفشي وباء كوفيد-19، وتسعى إلى تنويع اقتصادها وانعاش قطاع السياحة لديها.
ومن المتوقّع أن يُعيد الطرفان مناقشة اتفاق بناء خط أنابيب لتوريد الغاز من الجمهورية الاسلامية إلى السلطنة يعود إلى نحو عقدين من الزمن. وكانت الدولتان وقعتا عدة مذكرات تفاهم في هذا الموضوع لكن المشروع لم يبصر النور.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار و336 مليون دولار خلال السنة المالية الإيرانية الماضية المنتهي في مارس/ آذار.