أنقرة – (رياليست عربي): خلال الأعوام الماضية زاد منسوب الحديث والتقارير الرسمية والإعلامية، حول تحول تركيا إلى مركز لتجارة الكوكايين والمخدرات وتحول موانئها إلى مصدر معتمد لتصدير تجارة الممنوعات للشرق الأوسط والدول الأوروبية.
وفي أحدث التقارير المتعلقة بالتجارة غير المشروعة، كشفت صحيفة “مالطا توداي” تركيا بمركزٍ لتهريب المخدّرات إلى دول الشرق الأوسط وأوروبا، وذلك على خلفية عثور السلطات على مئات الكيلوغرامات من مادة الكوكايين على متن سفينة كانت في طريقها إلى جنوب تركيا قادمة من كولومبيا ومرت بالجزيرة.
وبحسب ما نشر فأن سلطات الجمارك في مالطا صادرت خلال الأيام الماضية مخدرات قيمتها 117 مليون دولار، والتي رأت في هذه العملية الضخمة تأكيداً على دور تركيا كمركز لنقل الكوكايين من كولومبيا وتوزيعها في دول الشرق الأوسط وأوروبا.
وقالت الصحيفة حول الشحنة المضبوطة، أن حاوية مبرّدة يبلغ طولها 40 قدماً مع حاوية أخرى مبرّدة أيضاً كانت تحتوي على 1200 صندوق من الفاكهة، وكانت الحاويات على متن سفينة في طريقها إلى ميناء مرسين التركي، وكانت عبوات الكوكايين التي تزن كل واحدةٍ منها كيلوغراماً، والبالغ عددها 800 عبوة، مخبأة داخل 26 صندوقاً مخصصاً للفاكهة في حاوية مبرّدة.
وكان زعيم المافيا التركية، سادات بيكير، اتهم مسؤولين بارزين بينهم وزراء بالاتجار في المخدّرات، وذكر في هذا الصدد اسم نجل بن علي يلدريم آخر رئيس وزراء في تركيا قبل إلغاء هذا المنصب، كأحد أكبر الرموز المتورطة في تجارة المخدرات.
وفي يوليو/ تموز 2021 لم يفلح تصريح وزير التجارة التركي محمد موش عن ضبط 1763 كيلوغراماً من الكوكايين في ميناء مرسين في طمأنة الأتراك، رغم تأكيده امتلاك الحكومة التركية “جميع البيانات المتعلّقة بمرسل المخدّرات المضبوطة في مرسين و مستلمها”.
وأشار تكرار حالات الضبط والتقارير المحلية والدولية إلى تموضع تركيا في مركز مسار عالمي جديد لنقل كوكايين أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط والقوقاز وأوروبا مروراً بالبلقان، وسط ورود أسماء شركات مملوكة من سوريين ولبنانيين ضمن لوائح الاستيراد الرسمية.
ووفق “تقرير المخدرات العالمي لعام 2021” الذي نشره مكتب الأمم المتحدة الدولي المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، فقد تصدرت تركيا الدول التي تم فيها ضبط أكبر كمية من الهيروين بـ20 طناً. كما شكّلت دول تركيا وإيران وباكستان، التي سجلت أكبر عدد من مضبوطات الهيرويين، بحسب التقرير، أكثر من 48% من إجمالي السوق العالمية لهذه المادة عام 2019.
تهيمن تركيا، التي تقع على مسار وصول الهيروين الأفغاني إلى أوروبا، على سوق الهيرويين العالمي تقليدياً. بدءاً من عام 2006، شهدت عمليات ضبط مادة الهيرويين تصاعداً في تركيا، متجاوزة كمية 10 أطنان سنوياً من هذه المادة، لتبلغ العام الماضي 20 طناً.
ووفقاً للتقديرات الدولية فإن الكميات التي نجحت في المرور من دون كشفها تتجاوز على الأقل 5 أضعاف المضبوطة منها، ما يعني مرور أكثر من 100 طن من الهيروين الأفغاني من تركيا إلى أسواق استهلاكها العام 2020.
ويعتبر “خط البلقان” أكبر طريق لتهريب الهيروين في العالم، حيث يتم تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا عبر إيران ومنها إلى وجهات مختلفة في غرب ووسط أوروبا عبر دول البلقان.
وأحد أبرز العوامل التي ساهمت في تصاعد تجارة المخدرات في تركيا منذ عام 2006، التعديلات القانونية التي جاءت بها حكومة العدالة والتنمية في حينه للمواد الخاصة بتبييض الأموال وتشكيل عصابات الجريمة المنظمة، ما ساهم في زيادة نشاط هذه التجارة المحظورة عالمياً.