موسكو – (رياليست عربي): تسبب الحديث بوضع خطط عقوبات ضد روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي، بجدل وقلق داخل أروقة البيت الأوروبي ذاته لا سيما مع الحديث عن عقوبات اقتصادية ومالية قد يكون لها تأثير سلبي وخطير على دول القارة العجوز، فضلاً عن الاقتصاد العالمي.
في هذا السياق طلبت عدد من الدول الأوروبية منحها استثناءات من العقوبات المحتملة ضد روسيا، بما في ذلك استثناءات لصفقات الطاقة وعدد من البنوك، حيث تريد تسهيلات لبعض البنوك، والصفقات المتعلقة بالطاقة والعقود القائمة .
يأتي ذلك وسط تقارير تؤكد احتمالية فرض قيود على تحويل العملات، وتدابير مراقبة الصادرات، وحظر استيراد وتصدير مجموعة من المنتجات على روسيا، والأهم إمكانية فرض عقوبات على روسيا في حال تقييد إمدادات الغاز.
وكانت ألمانيا من أولى الدول التي طالبت باستثنائها من بعض القيود والعقوبات التي يمكن أن يفرضها الاتحاد الأوروبي بحق موسكو، لا سيما وأن الاقتصاد الأقوى في القارة العجوز هو لبرلين، ما يعني مخاوفاً ألمانية من أن يتأثر الاقتصاد الألماني، لا سيما عن تأثر الشعب هناك أيضاً بسبب احتمالية وجود نقص في توريدات الغاز المسال للتدفئة .
القارة العجوز والتي تُعرف ببرودتها عموماً، ستكون أمام سيناريو اجتياح الصقيع للمنازل هناك، بسبب إمكانية تقييد موسكو توريد الغاز إلى تلك الدول كرد على عقوبات محتملة عليها، ما يُعتبر ورقة ضغط قوية بيد الروس في وجه ساسة الاتحاد الأوروبي.
وفيما يتعلق بتقييد الحوالات المالية وفرض عقوبات على البنوك، فإن ذلك سيجعل روسيا أمام ضائقة اقتصادية، وسيرفع قيمة الدولار مقابل الروبل، لكن في المقابل اقتصاد الدول الأوروبية لن يكون بعيداً عن المخاطر والتهديدات، التي ستبدأ أولاً بنقص حاد في الغاز، وهو ما سينعكس على القطاع التجاري والسياحي وحتى المنزلي.
كما أن ارتفاع منسوب التوتر بين روسيا والقارة الأوروبية لن يقتصر فقط على الاقتصاد، لأنه سينعكس على ملفات سياسية أخرى في الشرق الأوسط والعالم، وستكون هناك حرب باردة قاسية سيصل تأثيرها كل مكان.
خاص وكالة رياليست.