بروكسل – (رياليست عربي). علمت يورونيوز أن المفوضية الأوروبية اختارت ثمانية مشاريع رائدة ضمن حزمة “غريدز باكيج” الجديدة، وهي خطة واسعة تهدف إلى تعزيز قدرات نقل الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي وتحويل البنية التحتية القديمة التي أصبحت تعيق الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وبحسب وثيقة مسربة من المفوضية، تستعد بروكسل لإطلاق برنامج استثماري يقارب 1.2 تريليون يورو لتمكين الدول الأعضاء من تسريع إصدار التصاريح لشبكات الكهرباء ومحطات الطاقة المتجددة ومرافق التخزين. وتؤكد المفوضية أن الإجراءات البيروقراطية الحالية — والتي قد تمتد في بعض الدول إلى تسعة أعوام — تمثل أكبر عقبة أمام دمج قدرات طاقة جديدة.
ثمانية مشاريع ذات أولوية من المقرر أن تُظهر تقدماً “ملموساً” خلال ستة إلى تسعة أشهر. وتشمل تعزيز الربط بين إسبانيا وفرنسا عبر جبال البرانس، وربط قبرص بالشبكة الأوروبية، وإكمال دمج دول البلطيق من خلال مشروع الربط بين ليتوانيا وبولندا. كما ستدعم بروكسل إنشاء مركز ضخم لربط شبكات الرياح البحرية في الدنمارك، وتوسيع قدرات التخزين جنوب شرق أوروبا، وتنسيق تطوير ممر الهيدروجين الجنوبي الذي يربط تونس بإيطاليا والنمسا وألمانيا. أما ممر الهيدروجين بين البرتغال وألمانيا فسيحظى بـ“دعم سياسي قوي”.
شبكات غير مهيأة للانتقال الطاقي
رغم توسع الاستثمارات في الطاقة الشمسية والرياح، لا تزال الشبكات الكهربائية الأوروبية تعاني من التقادم وضعف الربط. أربعة عشر دولة في الاتحاد لم تحقق بعد هدف 15% للربط الكهربائي بحلول 2030. وانقطاع الكهرباء الواسع في شبه الجزيرة الإيبيرية في أبريل الماضي — والذي أثر على أكثر من 60 مليون شخص — كشف خطورة الوضع.
وتقول المفوضية إن شبكة حديثة ستخفض تكاليف الكهرباء، وتسمح بتوسع أسرع للمركبات الكهربائية والمضخات الحرارية والصناعات الثقيلة منخفضة الانبعاثات. وتشير تقارير ماريو دراغي وإنريكو ليتا إلى أن أسعار الكهرباء في أوروبا لا تزال أعلى بمرتين أو ثلاث مقارنة بالولايات المتحدة بسبب اختناقات البنية التحتية.
ترحيب بيئي ودعم صناعي
رحبت منظمات البيئة بالخطة المسربة. وقال توم لويس من شبكة CAN Europe إن التخطيط على مستوى الاتحاد سيتيح توسيع الشبكات “بشكل أكثر فعالية” مع تعزيز مشاركة المجتمعات المحلية. ودعت منظمات البيئة إلى حماية المعايير البيئية أثناء تسريع التصاريح.
ومن جانب القطاع الصناعي، أكد كريستيان روبي، الأمين العام لمنظمة Eurelectric، أن التخزين المائي بالضخ “لا غنى عنه”، إذ يشكل أكثر من 90% من تخزين الكهرباء عالمياً، مشيراً إلى أن التخزين طويل الأمد ضروري مع النمو “غير المسبوق” لطاقة الرياح والشمس.
تحديات تمويل هائلة
تقدّر المفوضية حاجة الاتحاد إلى 730 مليار يورو لاستثمارات شبكات التوزيع و477 مليار يورو لخطوط النقل بحلول 2040. ولم يُحسم بعد هيكل التمويل، لكن من المتوقع الاعتماد على مزيج من الصناديق الأوروبية، الميزانيات الوطنية، الاستثمارات الخاصة وآليات تقاسم التكلفة.
ودعت Eurelectric إلى إنشاء مرفق لامركزي لتمويل الشبكات في دورة ميزانية الاتحاد 2028–2034، وتخصيص جزء ثابت من تمويل مشاريع الكهرباء لتحديث البنية التحتية للشبكات.






