نيويورك – (رياليست عربي). كشفت صحيفة فايننشال تايمز أن الصين تؤخر بشكل متزايد دفع مساهماتها السنوية في ميزانية الأمم المتحدة، ما عمّق الأزمة المالية للمنظمة. فقد تراوحت التأخيرات من شهرين في 2021 إلى عشرة أشهر في 2024، عندما سددت بكين الدفعة الأخيرة من مساهمتها البالغة 480 مليون دولار قبل أيام فقط من نهاية العام. ولم تتأخر أكثر منها سوى كوريا الشمالية.
تتزامن هذه التأخيرات مع سعي الصين لتوسيع نفوذها داخل الأمم المتحدة والترويج لنفسها كبديل للنظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في وقت يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إبعاد واشنطن عن المؤسسات متعددة الأطراف. ورغم أن بكين وواشنطن أكبر الممولين للمنظمة، فإنهما أيضاً من أكبر المدينين: حتى 30 أبريل، كانت واشنطن مدينة بنحو 3 مليارات دولار، فيما بلغت متأخرات بكين نحو 1.2 مليار دولار.
وقال المراقب المالي للأمم المتحدة شاندرا مولـي راماناثان: «لا يمكننا تنفيذ ميزانيتنا بالكامل أو بكفاءة إذا لم تدفع جميع الدول الأعضاء مستحقاتها كاملة وفي الوقت المحدد»، مشيراً إلى أن المنظمة اضطرت إلى تقليص ميزانيتها التشغيلية لعام 2025 بنسبة 17%، أي ما يعادل نحو 600 مليون دولار.
ارتفعت حصة الصين في الميزانية العادية للأمم المتحدة من 0.99% عام 2000 إلى 20% في 2025 (نحو 680 مليون دولار)، لتأتي خلف الولايات المتحدة (22%). ومع ذلك، تبقى مساهمات بكين الطوعية متواضعة، إذ لم تتجاوز 150 مليون دولار في 2023، مقارنة بأكثر من 10 مليارات قدمتها واشنطن.
الدبلوماسيون يؤكدون أن الصين نادراً ما تقدم تفسيراً لتأخيراتها، بينما تقول بعثتها لدى الأمم المتحدة إن «تأخر السداد لأسباب إجرائية» لا يقارن بمتأخرات الولايات المتحدة طويلة الأمد، داعية الأمانة العامة لتحسين إدارة الميزانية.
لكن الخبراء يرون تناقضاً في سلوك بكين. وقال ديفيد شيفر، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية: «مع تركيز الصين على التأثير في منظومة الأمم المتحدة بما يخدم وجهة نظرها، أجد من الصعب تفسير سبب تأخيرها في الدفع».