برلين – (رياليست عربي): أثرت التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الحرب الأوكرانية بقوة، خاصة على قطاع الصناعة الألمانية وشركات البناء، حيث أظهر استطلاع للرأي حدوث تعكر ملحوظ في المناخ في هذين القطاعين، طبقاً لموقع دولتشه فيله – DW الألماني.
وهذا الأمر كان متوقعاً بالنظر إلى النهج الذي سلكته ألمانيا من موقفها من العملية العسكرية الروسية في ضوء أنها أوقوى دولة صناعية في أوروبا، ومن شأن قراراتها غير المدروسة أن تتأثر الصناعات لديها، أوسةً بكثير من القطاعات الأخرى، هذا فضلاً وبحسب استطلاعات رأي عن تراجع شعبية المستشار الألماني، أولاف شولتز، بعد أن لمس الألمان هذه التداعيات محملينه المسؤولية عن تراجع الاقتصاد الألماني.
ويرى معهد الاقتصاد الألماني “آي دبليو” أن قطاع الصناعة وشركات البناء يقفان على وشك الركود وهي الحالة التي لا ينمو فيها الإنتاج بل ينكمش.
وقال ميشائيل جروملينج الخبير الاقتصادي في المعهد “نعول على أن يظهر قطاع الخدمات قدرة قوية تنشر الاستقرار”، وذلك بعد الانتهاء من قيود جائحة كورونا، ورغم ذلك، فإن جزءاً من قطاع الخدمات لديه نظرة متشككة حيال المستقبل، وكتب المعهد “لكن التفاؤل يغلب وبفارق كبير بأن القطاع بإمكانه تحقيق تحسن مقارنة بالعام الماضي وذلك وفقاً للوضع الحالي للأمور”.
في المقابل، رصد الاستطلاع تردياً ملحوظاً في المعنويات داخل قطاع الصناعة، حيث تراجعت نسبة الشركات التي تتوقع حدوث نمو في الإنتاج من 55 في المائة، في استطلاع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى 37 في المائة، فقط في الاستطلاع الحالي. وفي سياق متصل، أظهرت النتائج تضاعف نسبة الشركات المتشائمة إلى 28 في المائة.
بالتالي، إن القطاع على وشك الركود، بالنظر إلى الأسعار العالية للطاقة التي واصلت الارتفاع أخيراً بسبب الحرب، والتي زادت من مشكلات الشركات، إضافة إلى الخوف من حدوث صعوبات إضافية في التوريد وفي الحصول على المواد.
وقد يفاقم تصعيد الصراع مع موسكو بفرض حظر كامل على واردات الطاقة الروسية أزمة الاقتصاد، وفقاً لحسابات نموذجية للبنك المركزي الألماني.