واشنطن – (رياليست عربي): أشارت تقارير إعلامية إلى أن الولايات المتحدة قد تدفع العالم نحو حرب تجارية شاملة إذا وافقت على حزمة العقوبات المعروفة باسم “عقوبات جرائم” ضد دول متعددة، هذه العقوبات، التي تستهدف بشكل أساسي الصين وروسيا وبعض الاقتصادات الناشئة، قد تؤدي إلى ردود فعل عنيفة تعطل سلاسل التوريد العالمية وتزيد من حدة التضخم.
وفقاً لمحللين اقتصاديين، فإن هذه العقوبات قد تشمل قيوداً على التصدير واستثمارات في قطاعات التكنولوجيا والطاقة، مما قد يدفع الدول المستهدفة إلى فرض إجراءات مماثلة ضد الشركات الأمريكية. ومن بين القطاعات الأكثر عرضة للخطر: أشباه الموصلات والطاقة المتجددة والخدمات المالية، حيث تعتمد العديد من الدول على التكنولوجيا الأمريكية في هذه المجالات.
الصين، التي تعد الشريك التجاري الأكبر للعديد من الدول، قد ترد بفرض قيود على صادرات المعادن النادرة، التي تعتمد عليها الصناعات التكنولوجية والعسكرية الأمريكية بشكل كبير. كما أن روسيا قد تزيد من تقليل اعتمادها على الدولار في تجارتها الدولية، مما قد يضعف العملة الأمريكية على المدى الطويل.
الخبراء يحذرون من أن هذه العقوبات قد تؤدي إلى موجة جديدة من التضخم العالمي، حيث أن تعطيل التجارة الدولية سيرفع أسعار السلع الأساسية، من الغذاء إلى الوقود والإلكترونيات، كما أن الشركات متعددة الجنسيات قد تجد نفسها عالقة في صراع بين الامتثال للقوانين الأمريكية والحفاظ على مصالحها في الأسواق المستهدفة.
في الوقت نفسه، يرى بعض السياسيين في واشنطن أن هذه العقوبات ضرورية لحماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية، خاصة في ظل التنافس مع الصين على الهيمنة التكنولوجية، لكن المعارضين يشيرون إلى أن العزلة الاقتصادية قد تأتي بنتائج عكسية، حيث أن العديد من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، مثل دول الاتحاد الأوروبي، قد يترددون في تبني إجراءات مماثلة خشية الإضرار باقتصاداتهم.
التداعيات المحتملة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل قد تمتد إلى زعزعة الاستقرار الجيوسياسي، حيث أن الدول المستهدفة قد تبحث عن تحالفات جديدة لتجاوز العقوبات الأمريكية، هذا قد يؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات العالمية، مع تقارب أكبر بين الصين وروسيا والدول النامية في إطار مبادرات مثل مجموعة “بريكس”.
في النهاية، فإن العالم يقف عند مفترق طرق: إما أن تؤدي هذه العقوبات إلى تصعيد غير مسبوق في الحرب الاقتصادية، أو أن تدفع الأطراف إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حلول توافقية، القرار النهائي للكونغرس الأمريكي سيحدد ما إذا كانت واشنطن ستخاطر بعلاقاتها التجارية مع العالم من أجل فرض رؤيتها الاستراتيجية، أم أنها ستبحث عن بدائل أقل ضرراً بالاقتصاد العالمي.