القاهرة – (رياليست عربي). تشهد أفريقيا نمواً غير مسبوق في قطاع الطاقة الشمسية مدفوعاً بواردات قياسية من الألواح الصينية وبناء محطات كبرى للطاقة المتجددة في أنحاء القارة.
وبحسب دراسة صادرة عن أوكسفورد إيكونوميكس الاثنين، استوردت أفريقيا خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025 ما يعادل 9,516 ميغاواط من الألواح الشمسية الصينية، مقارنة بـ 6,625 ميغاواط خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وتنتج الصين نحو 80% من الألواح عالمياً، ما جعلها المورد المهيمن للاستخدامين المنزلي والصناعي في القارة.
وتقود كل من جنوب أفريقيا والجزائر ونيجيريا هذه الطفرة، بينما تضاعفت الواردات في عدة دول أخرى بأكثر من أربع مرات على أساس سنوي. وترتبط معظم هذه المشاريع بالبنية التحتية المدعومة من بكين: حيث تبني شركة باور تشاينا محطة «دي آر» المركزية للطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا بقدرة 342 ميغاواط، فيما تعمل في الجزائر مع شركة الصين للبناء والهندسة على مشروعين بقدرة 220 ميغاواط في بسكرة و200 ميغاواط في المغير.
ورغم أن معدل الحصول على الكهرباء في أفريقيا جنوب الصحراء لا يتجاوز 53.3% من السكان مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 91.6%، فإن ارتفاع واردات الألواح يعكس نمواً ملموساً في القدرة الإنتاجية. وأكد الاقتصادي لايل بيغبي أن الكلفة العمرية للطاقة الشمسية انخفضت بشكل كبير خلال العقد الماضي، لتصبح «أرخص مصدر للطاقة في التاريخ».
ووفقاً لمركز إمبر للطاقة، ارتفعت واردات الألواح الصينية إلى أفريقيا بنسبة 60% حتى يونيو 2025، لتصل إلى 15,032 ميغاواط. وخارج جنوب أفريقيا، تضاعفت الواردات ثلاث مرات خلال عامين، وسجلت 20 دولة أرقاماً قياسية، بينها سيراليون التي استوردت ما يكفي لإنتاج 61% من إجمالي كهرباء عام 2023، وتشاد التي استوردت ما يعادل نحو نصف إنتاجها السنوي.
ويرى وزير الأشغال الليبيري السابق و. جود مور أن هذا الاتجاه مدفوع بعاملي الكلفة والحاجة، مع تكرار انهيارات الشبكات الكهربائية وعجز شركات المرافق. وقال: «فقر أفريقيا النسبي جعل مسألة الكلفة أهم بكثير من أي مكان آخر».
ويتوقع مسؤولون ومحللون أن يتعمق اعتماد القارة على التكنولوجيا الشمسية الصينية، مع استمرار بكين في دعم الإنتاج وتوسيع نفوذها في سوق الطاقة المتجددة العالمية.






