موسكو – (رياليست عربي): قال الخبير الاقتصادي مكسيم تشيركوف إن التخلي عن اليورانيوم الروسي سيكون له تأثير سلبي للغاية على اقتصاد وبيئة الدول الغربية.
وأضاف أن هذا في الواقع خطير للغاية على الاقتصاد. لأن الطاقة النووية بشكل عام رخيصة ونظيفة نسبياً، وأوضح المختص أن هناك خطراً اقتصادياً وبيئياً هنا، لأنه إذا قمت بتقليل إنتاج الكهرباء باستخدام محطات الطاقة النووية، فسيتعين عليك زيادته عن طريق حرق الفحم وأنواع الوقود الأخرى.
وكمثال على ذلك، استشهد تشيركوف بألمانيا، التي تخلت أخيراً عن الكهرباء النووية، ووفقاً له، ونتيجة لذلك، بدأت البلاد تشهد انخفاضاً ليس فقط في الصناعة النووية، ولكن أيضاً في الاقتصاد ككل.
بالإضافة إلى ذلك، أكد الخبير الاقتصادي أن روسيا هي الرائدة في سوق اليورانيوم المخصب، فهي تمثل حوالي 40% من إنتاجها، والمواد الخام في البلاد ذات جودة عالية، وفي هذا الصدد، لم يستبعد أن يتمكن الاتحاد الروسي من جني الأموال من حقيقة أن الدول الغربية تفرض حظراً على استيراده.
لقد كانت الزيادة في أسعار المواد الخام خلال العام الماضي خطيرة للغاية من حيث المبدأ، وحتى لو شهدت روسيا انخفاضاً في صادراتها، حتى لو كان ذلك الانخفاض قصير الأمد، فإن هذا كله سيتم تعويضه بارتفاع الأسعار في السوق العالمية، وأكد تشيركوف أن روسيا بالتأكيد لا يمكن وصفها بالجانب الخاسر، سواء في حالة فرض العقوبات، أو في حالة رفض فرض هذه العقوبات.
وفي وقت سابق من هذا اليوم، أفيد أن شركة Centrus الأمريكية، وهي الأكبر في البلاد في مجال دورة الوقود النووي، تعتزم الاتصال بالإدارات الأمريكية ذات الصلة لطلب إدخال استثناءات لقانون حظر استيراد اليورانيوم المخصب من الاتحاد الروسي، ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع القانون المقابل في أوائل شهر مايو . وتحظر الوثيقة الواردات إلى الولايات المتحدة بعد 90 يوماً من دخولها حيز التنفيذ، ولكنها تسمح بإعفاءات مؤقتة من الحظر حتى يناير 2028، وتزود روسيا ما يقرب من ربع اليورانيوم المخصب المستخدم لتزويد أسطولها بأكثر من 90 مفاعلاً نووياً تجارياً، وفقا لوزارة الطاقة الأمريكية.
وكان قد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إنتاج أول 90 كجم من اليورانيوم المخصب في الولايات المتحدة، وبحسب بايدن، فمن المتوقع بحلول نهاية العام إنتاج حوالي طن من هذا اليورانيوم، الذي سيوفر الطاقة لـ 100 ألف منزل.
كما ذكر تقرير صادر عن المجلس الاستشاري للأمن الدولي برئاسة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الاعتماد على الوقود النووي الروسي يشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي الأمريكي، وأشار التقرير أيضاً إلى أن روسيا تهيمن على سوق الوقود النووي العالمي.
وجدير بالذكر أن وكالة بلومبرغ، ذكرت أن خمس شركات تعدين أمريكية كبرى على الأقل تعيد فتح مناجم اليورانيوم بسبب ارتفاع الطلب وأسعار الوقود النووي، وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يصل الطلب على اليورانيوم إلى 100 ألف طن بحلول عام 2040، ولتحقيق مثل هذه النتائج، سيتعين على الشركات تسريع الإنتاج والمعالجة إلى ما يقرب من ضعف وتيرة العمل الحالية.