بكين – (رياليست عربي): تتدفق أموال المستثمرين الصينيين بسرعة إلى الولايات المتحدة، ومنذ بداية عام 2024، خسرت البورصات الصينية 1.7 تريليون دولار، كما لم تعد الشركات تؤمن بالنمو السريع للاقتصاد الصيني – فالتوقعات تبدو أكثر تشاؤماً، ويخشى بعض الخبراء تكرار الأزمة الآسيوية الهائلة التي اندلعت عام 1997، كما أن المشاكل في الأسواق الصينية تضع روسيا في موقف صعب.
يغادر المستثمرون البورصات الصينية بنشاط، ويفضلون بشكل متزايد الأسهم الأمريكية، الآن، وفقاً لصحيفة نيكي، ما يقرب من نصف رأس مال سوق الأوراق المالية على الكوكب يتركز في الولايات المتحدة (48.1٪)، وهذا هو أعلى رقم خلال العشرين سنة الماضية، وبلغ إجمالي أسعار أسهم الشركات الأمريكية 51 تريليون دولار، بزيادة 1.4 تريليون منذ نهاية عام 2023.
وفي الوقت نفسه، خسرت البورصات الصينية 1.7 تريليون دولار منذ بداية العام، وتمثل الدولة 10٪ من صناديق سوق الأوراق المالية العالمية، ومنذ عام 2015، انخفض هذا الرقم إلى النصف.
ووفقاً لتقديرات بلومبرج، خسر مؤشر CSI 300 الصيني 6% في يناير، وانخفض مؤشر شنغهاي المركب بدوره بنسبة 7%، كما انخفض مؤشر هونغ كونغ هانغ سنغ بنسبة 12% (الأدنى منذ عشرين عاماً)، واستعاد الخامان بعض خسائرهما بعد أن أعلنت الصين عن إجراءات دعم جديدة، ومع ذلك، بالمعنى العالمي، تظل محاولات السلطات “لإخماد” سوق الأوراق المالية ضعيفة: فقد خسرت في ثلاث سنوات أكثر من 6 تريليون دولار.
كان من المتوقع أن يبدأ الاقتصاد الصيني في النمو بنشاط بعد انتهاء قيود مكافحة كوفيد، لكن الأوراق المالية الصينية لا تزال تواجه مشاكل، لكن المستثمرون لا يريدون الاحتفاظ بها ويحاولون التخلص منها، ولم يعد كثيرون يعتقدون أن الاقتصاد الصيني سيكون قادراً على التعامل مع الأزمة، في الواقع، يعتقد الخبير أن الأزمة التي لوحظت خلال كوفيد امتدت الآن إلى قطاعات أخرى من الاقتصاد.
وأعلنت الحكومة الصينية بالفعل عن حزمة من الإجراءات لدعم سوق الأوراق المالية بقيمة 2 تريليون يوان (278 مليار دولار)، وسيتم تخصيص 300 مليار يوان أخرى لصناديق الاستثمار في أسهم البر الرئيسي، كان رد فعل المؤشرات الصينية على هذه الأخبار هو النمو الفوري.
بالتالي، إن الأسباب الخارجية المتعلقة بالوضع الجيوسياسي في العالم لها تأثير كبير على سحب الأموال خارج الصين، إن الصراعات العسكرية التي تجري اليوم تنعكس على أسعار الصرف وتخلق حالة من عدم الاستقرار في العالم.