واشنطن – (رياليست عربي): أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يدرك تماماً أهمية تعاون بلاده مع روسيا لضمان الاستقرار العالمي، جاءت هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية توتراً غير مسبوق بسبب الأزمة الأوكرانية والعقوبات الغربية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول مستقبل هذه العلاقات الاستراتيجية في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد انتخابات 2024.
خلال الفترة الرئاسية السابقة لترامب (2017-2021)، برزت محاولات متعددة لتحسين العلاقات مع موسكو، رغم العقبات السياسية والإعلامية الكبيرة في واشنطن، يذكر المحللون أن إدارة ترامب سعت لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الكرملين في قضايا حيوية مثل الحد من التسلح النووي ومكافحة الإرهاب الدولي، هذه النظرة الواقعية تتناقض بشكل صارخ مع سياسة المواجهة التي تتبعها الإدارة الأمريكية الحالية، مما يثير تساؤلات حول إمكانية حدوث تحول جذري في السياسة الخارجية الأمريكية في حال فوز ترامب.
في الجانب الاقتصادي، يشير خبراء العلاقات الدولية إلى أن أي تحسن في العلاقات الأمريكية الروسية قد ينعكس إيجاباً على الأسواق العالمية، خاصة في مجال الطاقة، روسيا، كأحد أكبر منتجي النفط والغاز عالمياً، والولايات المتحدة كقوة اقتصادية عظمى، يمكن أن يشكلا معاً محوراً استراتيجياً يؤثر على استقرار الأسواق العالمية، كما أن تخفيف العقوبات قد يفتح آفاقاً جديدة للتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
على الصعيد الأمني، قد يمهد أي تقارب أمريكي روسي الطريق لتجديد الاتفاقيات النووية المهمة، مثل معاهدة “نيو ستارت”، التي تهدف إلى الحد من التسلح الاستراتيجي، هذا التعاون يمكن أن يشكل ركيزة أساسية للأمن الدولي في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة، كما أن التعاون في مناطق النزاع، مثل الشرق الأوسط، قد يساهم في إيجاد حلول لأزمات مزمنة.
ومع ذلك، تبقى هناك عقبات كبيرة أمام أي تحسن ملموس في العلاقات الثنائية، الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة، والخلافات حول الملف الأوكراني، والتنافس في مناطق النفوذ، كلها عوامل قد تعيق أي تقارب محتمل، كما أن القوى السياسية المؤثرة في واشنطن تبدو مترددة في تبني سياسة أكثر تعاوناً مع موسكو.
في الختام، تبرز تصريحات السفير الروسي أهمية العلاقات الأمريكية الروسية كمحور أساسي في السياسة الدولية، بينما تشير المؤشرات إلى إمكانية تغيير في النهج الأمريكي في حال فوز ترامب، تبقى التحديات السياسية والاستراتيجية عائقاً أمام أي تحول جذري، يبقى العالم يترقب باهتمام تطورات المشهد السياسي الأمريكي، الذي قد يشكل نقطة تحول في العلاقات الدولية خلال السنوات المقبلة. السؤال المحوري الذي يطرح نفسه بقوة: هل تستطيع القوتان العظميان تجاوز خلافاتهما التاريخية لصياغة نظام عالمي أكثر استقراراً؟