بروكسل – (رياليست عربي): أعلن مسؤول أوروبي في سيدني أن جولة المفاوضات التجارية التي كان مقرراً أن تعقد بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا أرجئت شهراً، في خطوة تأتي في خضم غضب بروكسل من إلغاء كانبيرا عقداً ضخماً لشراء غواصات من باريس، طبقاً لوكالة “فرانس برس“.
وقال المسؤول الأوروبي إن جولة المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة أرجئت لشهر حتى نوفمبر/ تشرين الثاني، في تأجيل يلقي بظلال من الشك على مصير هذه المفاوضات والعلاقات، وذلك بعد تصاعد أزمة الغواصات بين الأطراف إثر إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن ولادة تحالف دفاعي جديد بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا كانت من أولى ثماره توسيع نطاق تقنية الغواصات الأمريكية العاملة بالدفع النووي ليشمل أستراليا.
هذه الأزمة ألغت ما كان مقرراً وهو سفر دان تيهان وزير التجارة الأسترالي إلى أوروبا للمشاركة في هذه الجولة الـ12 من المفاوضات التجارية، ليس هذا فقط، لقد قلل الوزير الأسترالي من شأن قرار بروكسل إرجاء الجولة التفاوضية، وقال تيهان: نتفهم رد الفعل الفرنسي على قرارنا المتعلق بالغواصات، لكن في النهاية يجب على كل دولة أن تتصرف بما يخدم مصلحتها الوطنية، وهذا ما فعلته أستراليا، مشيراً إلى أنه يعتزم لقاء فالديس دومبروفسكيس مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل للبحث في المفاوضات التجارية بين الطرفين.
ورغم موقف أستراليا الضعيف إلا أن الوزير تيهان قال أيضاً، سنواصل التحضير للجولة الـ12 من المفاوضات والعمل من أجل إبرام اتفاقية للتجارة الحرة تصب في مصلحة كل من أستراليا والاتحاد الأوروبي.
أما في بروكسل فقد شددت ميريام جارسيا فيرير المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي على أنها “ليست نهاية هذه المفاوضات”، وقالت: إن المفاوضات التجارية تقدم دائما الجوهر على السرعة، وهناك عديد من المسائل المفتوحة للنقاش، والإرجاء لشهر سيسمح لنا أيضا بالاستعداد بشكل أفضل.
الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي يعد ثالث أكبر شريك تجاري لأستراليا، إذ إنه في 2020، بلغت قيمة تجارة السلع بين الاقتصادين 36 مليار يورو “42.4 مليار دولار”، في حين بلغت قيمة تجارة الخدمات بينهما 26 مليار يورو.
ومن المفترض أن تغطي الجولة الـ12 من المحادثات التجارية بين الطرفين مجالات تشمل التجارة والخدمات والاستثمار وحقوق الملكية الفكرية.
ويجري أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي محادثات في باريس الأسبوع المقبل في محاولة جديدة لتخفيف التوتر بعد الغضب الفرنسي من تخلي أستراليا عن عقد لشراء غواصات فرنسية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس: “إن بلينكن سيتوجه إلى باريس من الإثنين إلى الأربعاء لحضور اجتماع نادي منظمة التعاون في الميدان الاقتصادي، كما سيلتقي مسؤولين فرنسيين بشأن زيادة تعزيز العلاقات الحيوية بين الولايات المتحدة وفرنسا”.