موسكو – (رياليست عربي): في كلمة مهمة خلال مشاركته بمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الآثار السلبية للصراعات الدولية على حركة التجارة العالمية، مؤكداً أن التباطؤ الحالي في النمو الاقتصادي العالمي له أسباب جيوسياسية بالدرجة الأولى.
وجاءت تصريحات بوتين في ظل توترات تجارية متصاعدة بين القوى الاقتصادية الكبرى، حيث أشار إلى أن العقوبات الغربية والنزاعات الإقليمية تعيق بشكل كبير انتعاش الاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا.
أوضح الرئيس الروسي أن السياسات الحمائية التي تتبعها بعض الدول، إلى جانب القيود المفروضة على سلاسل التوريد العالمية، تساهم في تعقيد الأوضاع الاقتصادية وتزيد من حدة التضخم. كما ألقى بوتين باللوم على ما وصفه بـ”السياسات غير المدروسة” للدول الغربية في تفاقم أزمات الغذاء والطاقة، مشيراً بشكل خاص إلى تأثير الأزمة الأوكرانية على أسواق الحبوب والوقود.
من جهة أخرى، استعرض بوتين جهود روسيا لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الصديقة، مشيراً إلى أن بلاده طورت علاقات تجارية واعدة مع الصين والهند ودول الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وكشف عن نمو حجم التبادل التجاري الروسي مع هذه الدول بنسبة 35% خلال العام الماضي، في حين انخفضت التجارة مع أوروبا بنسبة 40% بسبب العقوبات.
في سياق متصل، أشار محللون اقتصاديون إلى أن تحذيرات بوتين تأتي في وقت تشهد فيه التجارة العالمية أضعف أداء لها منذ الأزمة المالية العالمية، حيث تقدر منظمة التجارة العالمية أن نمو حجم التجارة العالمية لن يتجاوز 1.7% هذا العام. كما حذر صندوق النقد الدولي من أن التقسيم الجيوسياسي للعالم إلى كتل اقتصادية قد يكلف الاقتصاد العالمي خسائر تصل إلى 7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
في الختام، شدد بوتين على ضرورة إيجاد آليات جديدة للتعاون الاقتصادي الدولي بعيداً عن الهيمنة الغربية، داعياً إلى تعزيز التكامل بين الاقتصادات الوطنية وبناء أنظمة دفع بديلة. وتأتي هذه الدعوة في وقت تبحث فيه العديد من الدول عن سبل للتحرر من هيمنة الدولار الأمريكي، حيث أشارت تقارير إلى زيادة استخدام العملات المحلية في المبادلات التجارية بين روسيا والصين والهند ودول البريكس.