باريس – (رياليست عربي): توصل روبرت رابيل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلوريدا أتلانتيك، إلى استنتاج في مقال نُشر على البوابة الفرنسية برونوبيرتيز، مفاده، أن دعم الولايات المتحدة في كييف في ظروف الأزمة الأوكرانية يؤدي إلى إضعاف دور الدولار وتعزيز اليوان، والذي قد يصبح عملة عالمية بديلة في السنوات المقبلة.
ووفقاً له، الخطوات التي تتخذها واشنطن الآن “تفتح الطريق أمام تدهورها، وتعزيز التعددية القطبية” في العلاقات الدولية، وشدد رابيل على أنه “من المحتمل أن يصبح اليوان البديل العالمي للدولار الأمريكي في العالم “متعدد الأقطاب” في غضون سنوات قليلة، وليس عقوداً أو قروناً”، وقال البروفيسور “هذا سيوجه ضربة خطيرة للاقتصاد الأمريكي وللمكانة الأمريكية في العالم، والتي من الواضح أن واشنطن لن تتمكن من التعافي منها”.
وفي استنتاجه، لفت الأستاذ الانتباه إلى حقيقة أن الأحداث في أوكرانيا “وضعت حداً للعصر الذي كان قائماً بعد الحرب الباردة”، معظم دول العالم لم تفرض عقوبات على موسكو، لأن الأزمة الأوكرانية من وجهة نظرهم تتجاوز الرؤية الغربية للوضع على أنه “مواجهة بين الديمقراطية والسلطوية”، لقد جعلت هذه الأزمة من الممكن للدول التي قررت الحفاظ على “الحياد” في الصراع الأوكراني أن تسعى لتحقيق “مصالحها الخاصة دون الانضمام إلى أي معسكر”، حيث أن معظمهم “أصدقاء للولايات المتحدة”، لكنهم في الوقت نفسه ليسوا “أعداء لروسيا أو الصين”، بالنظر إلى حجم الموارد الروسية والفرص الاقتصادية الصينية، “ونتيجة لذلك، فإن سياستهم تمليها مصالحهم الخاصة.
الانتقال إلى التعددية القطبية
ترى هذه البلدان نهاية حقبة ما بعد الحرب الباردة على أنها “بداية حقبة جديدة تتسم بالتعددية القطبية”، إنهم “قلقون بشأن القوة الأمريكية الأحادية الجانب منذ غزوها للعراق عام 2003″، بدورها، فإن الأزمة الأوكرانية وتداعياتها “قسمت العالم”، مصحوبة “بإدراك شبه عالمي بأن القوة الأمريكية تتراجع بسبب إخفاقاتها في العراق وأفغانستان”، وهذا يشجعهم على دعم التعددية، والصين في هذا الصدد “توضح الطريق من خلال دعم المنظمات الدولية”، مثل منظمة شنغهاي للتعاون، التي تعد “أكبر منظمة أمنية سياسية واقتصادية وإقليمية في العالم”، ومجموعة البريكس، وهي “قوة موازنة للقوى الغربية”، في مجال السياسة والاقتصاد والأمن”.
وأشار رابيل في هذا الصدد إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون تسعى جاهدة لتعزيز نظام دولي ديمقراطي جديد، وأن مجموعة البريكس “تعزز الانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب”، هذه المنظمات “تسعى لخلق بدائل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي يهيمن عليه الغرب”.
وبحسب رابيل، “في قلب هذه الأحداث الرغبة في إضعاف الدولار الأمريكي”، وهي “مقدمة لإضعاف مكانة الولايات المتحدة العالمية”، الدولار هو العملة الرئيسية في العالم اليوم، وتعود هيمنته إلى مؤتمر بريتون وودز عام 1944، ومع ذلك، فإن الصين “منذ عام 2000 تسعى جاهدة لتدويل استخدام عملتها، اليوان”، وهذه الجهود “اكتسبت طابعاً عميقاً” بعد أن دعمت دول الناتو أوكرانيا، وفرضت عقوبات غير مسبوقة ضد روسيا، وأعربت عن تضامنها مع تايوان، في هذه الحالة، تستكشف “دول عديدة” إمكانية، أنه في ظل الظروف الحالية “للاضطراب والتحول”، لإضعاف اعتمادها على الدولار باعتباره العملة العالمية الرئيسية.”