لندن – (رياليست عربي): الصورة: تكتسب المعركة بين آسيا وأوروبا حول الوصول إلى إمدادات الغاز الطبيعي المسال زخماً متسارعاً، مما يزيد من مخاطر زيادة الأسعار، طبقاً لصحيفة “فاينانشيال تايمز“.
وقال تجار إن اليابان وكوريا الجنوبية، ثاني وثالث أكبر مستوردي الغاز الطبيعي المسال في العالم، تهدفان إلى تأمين الإمدادات لأشهر الشتاء وما بعدها، حيث تأتي المنافسة المتزايدة من الدول الآسيوية في وقت يزداد فيه الطلب على الغاز الطبيعي المسال المنقول عن طريق البحر في ناقلات عملاقة، حيث تحاول أوروبا استبدال الغاز الطبيعي المشحون عبر خطوط الأنابيب من روسيا.
كما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا خمسة أضعاف تقريباً منذ عام 2021، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة الطاقة للمستهلكين بشكل كبير وأضر بالمرافق.
وصرّح توبي كوبسون، رئيس التجارة في Trident LNG، لصحيفة فاينانشيال تايمز أن هناك “نشاطاً كبيراً” من الشركات اليابانية والكورية الجنوبية فيما يتعلق بشراء الغاز الطبيعي المسال على نطاق العقود الآجلة، “والتي ستمتد إلى نوفمبر وديسمبر ويناير”.
أما خط العقود الآجلة هو شراء أو بيع العقود الآجلة في أشهر التسليم المتتالية التي يتم تداولها كمعاملة واحدة، هذا هو الأكثر شيوعاً في سوق العقود الآجلة للطاقة، كما أن اليابان وكوريا الجنوبية لديهما مشكلة في أمن الطاقة.
وأضاف كوبسون أنهم قلقون بشأن ما سيحدث على المدى القصير والمتوسط والطويل، مضيفاً، “أعتقد أن هذا العام وخلال الربع الأول من العام المقبل ستشهد منافسة مستمرة من أوروبا وآسيا سترفع المعدلات في السوق، حيث تتنافس أوروبا وآسيا بنشاط للوصول إلى الغاز الطبيعي المسال الأمريكي.
في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام ، صدّرت الولايات المتحدة 74٪ من غازها الطبيعي المسال إلى أوروبا، مقارنة بمتوسط سنوي بلغ 34٪ في عام 2021، ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة، كانت آسيا الوجهة الأولى للغاز الطبيعي المسال الأمريكي في عامي 2020 و 2021، كما بلغت واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا في الفترة من يناير إلى يوليو رقماً قياسياً قدره 100 مليار متر مكعب، أو 75 مليون طن، وهو ما يقرب من مستوى عام 2021 بأكمله.
وقال مقال فاينانشيال تايمز إن سعر الغاز القياسي الأوروبي أعلى بكثير الآن من نظيره الآسيوي بسبب الطلب المتزايد في أوروبا حيث تسعى المنطقة لاستبدال إمدادات الغاز الروسية، ولكن نظراً لارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في أوروبا، تهتم الشركات التجارية أكثر بإرسال الناقلات إلى الدول الأوروبية لتحقيق أرباح أعلى، حيث أن فرق السعر كبير جداً لدرجة أنه في بعض الحالات، قد ينهي المتداولون الذين لديهم عقود طويلة الأجل في آسيا العقد الحالي، ويدفعون غرامة، ويحققون ربحاً عن طريق إعادة بيع الغاز في أوروبا.