موسكو – ( رياليست عربي): شكلّت حرب روسيا ضد الغرب في أوكرانيا، بيئةً خصبة لخلق توترات جديدة واستثمار في ملفات بعض المناطق الشرق أوسطية، إذ انبثقت من الحرب الأوكرانية أزمة انضمام السويد وفنلندا للناتو، أما على مستوى الشرق الأوسط فيتم استثمار الملف السوري أيضاً.
في هذا السياق كشف مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن القوات الروسية بدأت منذ أسابيع عدة تنفيذ انسحاب تدريجي لقواتها من مناطق متفرقة في سوريا، وتحديدا من قاعدة “حميميم” الجوية جنوبي شرق مدينة اللاذقية، وأن عمليات الانسحاب تشمل آلافاً من وحدات المشاة وسلاحي الطيران والهندسة.
وأضاف المسؤول، أن وزارة الدفاع الروسية أبلغت الحكومة السورية في دمشق خططها بالانسحاب، حيث تسعى الأخيرة إلى ملء الفراغ الروسي من خلال إرسال وحدات قتالية غير نظامية، منها ما هو تابع للحكومة وأخرى مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، لتفعيل تواجدها في الشمال والشمال الشرقي استعداداً لاحتمال حصول تغيّرات أمنية ميدانية.
وتابع المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن قرار وزارة الدفاع الروسية جاء بناء على توجيهات مباشرة من الكرملين بضرورة تعزيز الجبهة الأوكرانية بمزيد من القوات الروسية، خصوصا على جبهتي دونيتسك ولوغانسك، مؤكدا أن الحرب الأوكرانية تطلبت استخدام نحو 70 في المئة من القدرات القتالية البشرية لموسكو.
وختم المسؤول بالقول إن الانسحاب الروسي المستمر من داخل سوريا يُعتبر الأكبر منذ تدخل موسكو في الصراع السوري عام 2015، والذي فشل -على حدّ قوله- في نقل ما سماه “تجربة السيطرة الجوية” الروسية من سوريا إلى أوكرانيا.
حول ذلك يقول مراقبون من العاصمة الروسية موسكو، بأن واشنطن تعمد لممارسة حرب نفسية ضد روسيا عبر الترويج للشائعات القائلة بوجود نية لدى روسيا لسحب قواتها من سوريا، حيث تريد أمريكا من هذا التلميح التسويق لفكرة بأن موسكو باتت مستنزفة وفي وضع صعب وبحاجة لكل جندي لديها من أجل تلافي مخاطر الحرب في أوكرانيا.