طرابلس – (رياليست عربي): احتضنت مدينة بوزنيقة المغربية الأسبوع الماضي، اجتماعاً غير معلن النتائج بين عسكريين وقادة تشكيلات مسلحة من غرب ليبيا وأبناء اللواء خليفة حفتر مع وزراء بالحكومة المعينة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا ممثلين عن شرق البلاد، ما طرح تساؤلات حول توقيت وأبعاد الاجتماع.
لكن مصادر ليبية نفت مشاركة نجل حفتر في اجتماعات بوزنيقة في المغرب وأوضحت المصادر أن ممثلين غير عسكريين يشاركون في اللقاء، إلا أن قيادة قوات حفتر غير مهتمة بالاجتماع.
من جانبها ذكرت مصادر أخرى أن الاجتماع تم بمشاركة نجلي خليفة حفتر صدام وبلقاسم حفتر والوزراء بحكومة باشاغا حاتم العريبي وأسامة حماد وفتح الله السعيطي من جهة.
ومن الجهة الأخرى حضر الاجتماع كل من رئيس جهاز الدعم والاستقرار عبد الغني الككلي وقائد كتيبة ثوار طرابلس أيوب بوراس ورئيس جهاز الأمن العام عماد الطرابلسي ومحمود حمزة عن اللواء “444”.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أيام من اندلاع اشتباكات في العاصمة طرابلس عقب فشل باشاغا في استلامه للسلطة، ما يطرح تساؤلات حول الاجتماع ونتائجه عامة وتأثيره على الوضع الميداني والأمني في البلاد.
ويأتي ضمن سلسلة لقاءات تنظمها منظمة الحوار الإنساني حيث يأتي بعد لقاء سابق في مونترو بسويسرا بين شخصيات سياسية وميدانية ومدنية”.
و تهدف إلى تعديل المسار السياسي المتدهور في ليبيا حيث سبق وتمكنت المنظمة سابقاً من لعب دور هام في إعادة المشاورات السياسية بين الأطراف الليبية عقب هجوم حفتر على العاصمة بالعام 2019.
وأن في هذه اللقاءات محاولة لكسر الجليد بين الأطراف ومعرفة توجهاتهم ورؤيتهم حول الحل في ليبيا ومعرفة النقاط المشتركة من أجل طرح مقترحات وخطط عمل للعمل عليها في المستقبل برعاية دولية وأممية، على حد قوله.
هذه الجولة لن يكون لها أي نتائج ملموسة على الأرض حيث لا تزال الأطراف الليبية تحشد التأييد عبر التصلب في مواقفها والتخندق في مواجهة الضغوط الدولية وتحركات الخصوم لكل طرف وهذا ما يصعب الوصول إلى أي حلول قريبة لكن تؤدي هذه اللقاءات إلى خلق قنوات اتصال بين أطراف كانت تتقاتل في وقت ليس ببعيد وبالتالي تنشئ قاعدة للمبادرات المستقبلية.
واعتبر محللون أن ما يحدث هو تمهيد لفرض أهداف بعثة الأمم المتحدة ومصر عبر اجتماعات القاهرة من خلال فتح مسودة الدستور وإبعاد بعض المواد في الدستور التي لا يرضى عنها حفتر والدخول في انتخابات رئاسية برلمانية بهذه المسودة وأن الطلب يتبناه كل من رئيس البرلمان عقيلة صالح والسلطات المصرية.
الهدف الآخر للاجتماعات هو إبعاد حكومة الدبيبة عن المشهد، وهذا هو الهدف ربما الأهم من الوصول إلى انتخابات وهو صعب جداً في المرحلة الحالية وإن كان ليس مستحيلاً لأنه يمكن بتنسيق بين القوة الموجودة بالمنطقة الغربية وحفتر الوصول إلى حكومة أكثر توازنا من حكومة باشاغا.. وهذا هدف أساسي للمصريين وأكثر منه للبعثة أو أي طرف آخر.
إن الدبلوماسية الدولية في ليبيا بقيادة الولايات المتحدة متفقة على ضرورة تجنب الحديث حول تغيير الحكومة في الوقت الحالي، مع التركيز على إجراء انتخابات في وقت قريب عبر كتابة قاعدة دستورية”.