دمشق – (رياليست عربي): عاد تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) للظهور بقوة وبشكل متنامي في الأيام الأخيرة من العام الماضي وبداية العام الجديد، أكثر العمليات النوعية لهذا التنظيم كانت استهداف حقول النفط التي يسيطر علياه تنظيم قسد في دير الزور والتي تقبع على مقربة من القاعدة الأمريكية هناك، التنظيم المتشدد أعلن عبر إعلامه بأنه مسؤول عن العملية متوعداً بالمزيد منها.
وفي البادية السورية، كان المشهد هناك منحصراً بملاحقة الجيش السوري لفلول التنظيم الإرهابي، لكن الأخير عاد ليشن هجمات أكثر تنظيماً من قبل، وفي هذا السياق وقع عشرات من عناصر الجيش السوري ضحايا، فقضى 5 منهم وجرح الباقون، إثر تعرض حافلة نقل عسكرية كانت تقلهم لهجوم إرهابي صاروخي.
العملية وقعت في المنطقة 50 كلم شرقي المحطة الثالثة في البادية، وتلا الهجوم رشقات من مدفع عيار 23 ميليمتر، ما يعني بأن “داعش” بات يعتمد حالياً أسلوب حرب العصابات والاستنزاف، بعد القضاء على وجوده كتنظيم يحكم كانتوناً يتمثل بمنطقة أو محافظة كما في السابق، حيث كان يسيطر على تدمر مثلاً.
عمليات داعش في كل من دير الزور والبادية السورية، تعطي عدة مؤشرات، أولها بأنه يركز على البادية السورية ككل والممتدة من وسط سوريا حتى الجزيرة في دير الزور والرقة، وهي عملياً المناطق الوحيدة التي يمكن اختيارها كون التنظيم بحاجة مناطق لديها حدود مع دولة أخرى، ومناطق صحراوية شاسعة يمكن التمويه والاختباء والهرب فيها، بعكس المدن والمناطق الصغيرة المحدودة، كما أن المناطق الصغيرة المأهولة تشكل خطراً على عناصر “داعش” حالياً إذ أن المشهد الميداني الحالي يختلف عمّا كان عليه الوضع قبل ثلاثة أو أربعة أعوام.
أما المؤشر الثاني: فهو استعداد التنظيم لإعادة ترتيب اوراقه من أجل عودته إلى المشهد الميداني لاحقاً، بالتالي هو بحاجة إبعاد الجيش السوري عن مناطق الاستنزاف من أجل تهيئتها كمناطق آمنة لقادته وكوادره هناك.
أخيراً تتولد مخاوف سياسية من هذه التطورات، إذ يمكن أن تتسبب عمليات التنظيم الأخيرة بتثبيت التواجد الأمريكي شرق الفرات بحجة أن التنظيم الإرهابي عاد ولا بد من القضاء عليه، وهي بطبيعة الحال ذريعة يمكن لقسد التلويح بها أيضاً عند أي مفاوضات يجريها مع الأطراف الاخرى.
خاص وكالة رياليست.