موسكو – (رياليست عربي): يستمر الملف الأوكراني بالاستحواذ على اهتمام مراكز الأبحاث لما له من تبعات على الخارطة السياسية العالمية وتوزع القوى والأحلاف فيها، وما يمكن أن تؤدي إليه من تطورات ومتغيرات في حال احتدمت المواجهة.
روسيا تعلن ولا تزال بأنها معنية بحماية أمنها القومي، وهي ترفض التمدد الغربي على حدودها، وفي الدول السابقة للاتحاد السوفييتي.
فيما الناتو مصر على استقبال أي دول أوروبية شرقية تريد أن تصبح في المعسكر الغربي، وعلى الرغم من مضي عقود على مصطلحي الشرقي والغربي، إلا أن الأحداث السياسية في الوقت الراهن، والحرب الباردة المعلنة بين موسكو وواشنطن، قد أعادت هذين المصطلحين مجدداً.
في هذا السياق قال نائب وزير الدفاع البريطاني جيمس هيبي، إن بلاده سلمت أوكرانيا عدة آلاف من الصواريخ الخفيفة المضادة للدبابات، مضيفاً: الأوكرانيون شعب ذو سيادة ومعتز بنفسه، وهم مستعدون للدفاع عن كل شبر من بلادهم، كما أن مسؤولين عسكريين بريطانيين سابقين قالوا بأن تلك الأسلحة لا تعتبر أسلحة استراتيجية، ولا تمثل أي خطر على روسيا. وهي مخصصة للدفاع عن النفس.
هذا التصريح يوحي بأن روسيا قد تكون معتدية، وتصورها كذلك فعلاً، فضلاً عن تصوير الشعب الأوكراني كضحية، أما فيما يتعلق بعدم استراتيجية تلك الأسلحة، فالروس يعلمون أن هذا غير صحيح، إذ لا تحتاج لصاروخ فرط صوتي لتمتلك سلاحاً استراتيجياً، ففي حروب العصابات والمدن الاستنزافية تصبح مضادات الدروع والطائرات المحمولة أسلحة استراتيجية وفتاكة، وهذا يحاكي تجربة الروس أيضاً في أفغانستان ضد طالبان، عندما دعمت واشنطن مقاتلي الحركة بمضادات للطائرات محمولة على الكتف.
كما أن إرسال قطعة سلاح حتى ولو كانت بنادق رشاشة فردية إلى دولة على تخوم دولة كبرى أخرى لديها فرط حساسية تجاه أمنها القومي، يعني في العرف الدبلوماسي تهديداً واستفزازاً، ونوايا مبيتة لشيء سيء تلك ضد الدولة، أو على الأقل هذا ما يفكر فيه العقل الروسي حالياً، بناءً على تتبع مواقف وتصريحات المسؤولين الروس حيال الملف الأوكراني.
خاص وكالة رياليست.