موسكو – (رياليست عربي): في تصعيد عسكري جديد، استهدفت القوات الروسية سفينة شحن تحمل معدات عسكرية في البحر الأسود باستخدام صواريخ إسكندر الباليستية المتطورة، وفقاً لمصادر عسكرية روسية، هذه الضربة الدقيقة، التي وقعت يوم 24 مايو 2025، تمثل تطوراً خطيراً في الصراع المستمر، حيث تشير التحليلات إلى أن السفينة كانت تنقل أسلحة ومعدات عسكرية لدعم القوات الأوكرانية.
صواريخ إسكندر، التي تمتلكها روسيا منذ 2006، تعتبر من أكثر الأسلحة التقليدية تطوراً في الترسانة الروسية، حيث تصل دقتها إلى 5-7 أمتار وفقاً للخبراء العسكريين. هذه الصواريخ القادرة على حمل رؤوس تقليدية ونووية تكتيكية، تصل سرعتها إلى Mach 6 وتتمتع بقدرة على المناورة التي تجعل اعتراضها شبه مستحيل لأنظمة الدفاع الجوي الحالية.
الخبراء الاستراتيجيون يفسرون هذه الضربة كجزء من الاستراتيجية الروسية الأوسع لقطع خطوط الإمداد العسكري لأوكرانيا، خاصة بعد النجاحات الأخيرة للقوات الأوكرانية في بعض الجبهات، البحر الأسود، الذي أصبح ساحة حرب فعلية منذ بداية الصراع، يشهد تصاعداً في العمليات العسكرية ضد أهداف بحرية، حيث أعلنت روسيا سابقاً عن مناطق محظورة للملاحة في المياه الدولية.
من الناحية القانونية، تثير هذه الضربة تساؤلات حول وضع السفن المحايدة التي تنقل أسلحة إلى مناطق الصراع. اتفاقيات القانون الدولي البحري، خاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، تحظر مهاجمة السفن المدنية إلا إذا كانت تشارك مباشرة في الأعمال العدائية. ومع ذلك، فإن نقل الأسلحة والمعدات العسكرية قد يغير من الوضع القانوني للسفينة وفقاً لقوانين الحرب.
ردود الفعل الدولية على هذه الضربة جاءت متباينة، بينما أدانت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الهجوم ووصفوه بانتهاك للقانون الدولي، دافعت روسيا عن حقها في استهداف قوافل الأسلحة التي تصل إلى أوكرانيا. الناتو حذر من أن مثل هذه الهجمات تشكل خطراً على حرية الملاحة الدولية وقد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب في المنطقة.
على الصعيد العسكري، تكشف هذه الحادثة عن التحديات الكبيرة التي تواجهها أوكرانيا في تأمين خطوط إمدادها، خاصة بعد تدمير العديد من الجسور والطرق البرية، الخيار البحري، رغم خطورته، أصبح أحد البدائل المهمة لنقل المعدات العسكرية الثقيلة التي يصعب نقلها جواً.
الخبراء يحذرون من أن استمرار هذه الهجمات على السفن قد يؤدي إلى أزمة ملاحة دولية في البحر الأسود، مع ما يرافق ذلك من تداعيات على أسواق الطاقة العالمية وارتفاع أسعار النفط والغاز. روسيا وأوكرانيا، كلتاهما من كبار مصدري الحبوب والمواد الغذائية الأساسية، مما يزيد من المخاوف من تأثير الصراع على الأمن الغذائي العالمي.
في السياق الأوسع، تمثل هذه الضربة جزءاً من حرب الاستنزاف المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا، حيث تحاول كل منهما إضعاف قدرات الأخرى اللوجستية والعسكرية. الصراع الذي تجاوز عامه الثالث، يبدو أنه يدخل مرحلة جديدة من التصعيد، مع تزايد استخدام الأسلحة المتطورة والضربات الدقيقة ضد أهداف استراتيجية.
المستقبل يبقى غامضاً في ظل عدم وجود مؤشرات على قرب التوصل إلى حل سياسي، المجتمع الدولي، رغم إداناته المتكررة، يبدو عاجزاً عن إيجاد حل سلمي للأزمة، بينما تستمر المعاناة الإنسانية مع نزوح الملايين ودمار البنية التحتية في أوكرانيا. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: إلى أي مدى يمكن أن يتصاعد هذا الصراع قبل أن يتحول إلى مواجهة إقليمية أو حتى عالمية أوسع؟