باريس – (رياليست عربي): منذ اندلاع عدة أزمات في العالم عموماً، ولا سيما في الشرق الأوسط، وباريس تشعر أنها لا بد من أن تستغل الفرصة من أجل إعادة تموضعها على الساحة العالمية، إذ تعتبر نفسها قائدةً للعالم الأوروبي.
في هذا السياق تشير التقارير الإعلامية إلى أنفرنسا تنوي تعزيز وتحديث قدراتها العسكرية المنتشرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ رغم الأزمة في أوكرانيا، وفق ما أعلن وزير الدفاع سيباستيان ليكورنو.
وقال الوزير أمام منتدى آسيا والمحيط الهادئ للدفاع والأمن لدى شركائنا مخاوف عما إذا كانت الأزمة في أوكرانيا يمكن أن تصرف اهتمامنا عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأن تؤدي إلى تراجع الجمهورية الفرنسية عن التزاماتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لن يحدث ذلك.
وأوضح في كلمته أنه في العام المقبل ستواصل فرنسا تعزيز وتحديث قدراتنا من خلال النشر الدائم، بحلول عام 2025، لست سفن دورية جديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بينها اثنتان في المحيط الهادئ هذا العام، أحداهما في كاليدونيا الجديدة والأخرى في بولينيزيا لتنفيذ مهمات المراقبة والسيادة.
بالإضافة إلى القدرات المحدثة، ستنشر فرنسا سفينتين في المنطقة نهاية عام 2025، نظرًا لاستبدال سفن الدوريات الأربع الموجودة حاليًا بطراز جديد، مضيفاً : وبالمثل، سيتم استبدال خمس طائرات فالكون للاستطلاع في المحيط الهادئ بخمس طائرات جديدة أكثر حداثة .
ولهذا العام، كشف عن التخطيط لبعثة سيادية في المحيط الهادئ باسم “Pegase 22” مع النشر المشترك لطائرات “رافال” وطائرات نقل عسكرية من طراز “A400 M”.
وأشار إلى أن القوات الفرنسية ستواصل المشاركة في عدة تدريبات متعددة الطرف على أن تجري بعضها للحفاظ على “وجود مهم في المنطقة لإظهار اهتمام فرنسا باستقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مؤكداً أن الاستراتيجية الفرنسية في المنطقة ليست موجهة ضد أي دولة لكنها تدعم الترتيبات الدفاعية المتعددة الطرف.
وعبر ذلك، ترغب فرنسا في الانضمام إلى منظمة الدفاع التي تضم دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وثماني قوى رئيسية في المنطقة، بينها الصين والولايات المتحدة، بحسب الوزير.
حول ذلك علقت مصادر من العاصمة الفرنسية باريس بالقول: إن فرنسا كدولة لها تاريخها وموقعها تُعتبر قائدةً للعالم الأوروبي، ولذلك فهي تطمح لإعادة دورها العالمي جيوسياسياً، كما أن المتغيرات والتحديات الدولية باتت تفرض عليها أن تهتم بقوتها العسكرية من جديد من أجل تحقيق هذه الغاية.