واشنطن – (رياليست عربي): إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، كانت مرحلة مفصلية غيّرت شكل العالم وسببت أضراراً بالغة بدول وشعوب كثيرة، ومنذ أن قررت الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب، بدأت تتشكل أزمات كبيرة لم تحدث حتى خلال الحرب العالمية الثانية، لتكون الكلفة باهظة جداً، إلى يومنا هذا، طبقاً لـ “مركز واتسون التابع لجامعة براون – watson brown education “ الأمريكية.
وفي بيانات العام 2020، أظهرت التحديثات الأخيرة أن أزمة النازحين خلال أعنف ثماني حروب شنتها الولايات المتحدة منذ عام 2001، في أفغانستان والعراق وباكستان واليمن والصومال والفلبين وليبيا وسوريا، مآسٍ كبيرة، فقد فر 38 مليون شخص من بلادهم على الأقل نتيجة تلك الحروب، فيما يظهر التقرير ملايين آخرين في عداد المشردين، وجاءت هذه الأرقام كمرحلة أولى بدأت منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، الحرب على الإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر العام 2001، حيث قدم التقرير لمحة موجزة عن النازحين في ضوء الحرب الأمريكية في كل بلد، وكان الرقم المتداول 38 مليون، لكن ربما هو في الواقع أكثر من 60 مليون.

وهذا بالطبع يلقي بظلاله على كل مجتمع الذي وُضع في ظروف معيشية جائرة جراء تلك الحروب، فمن يتحمل مسؤولية إصلاح الأضرار الناتجة عن هذه الحروب بالنظر إلى استخدام الولايات المتحدة القوة العسكرية المفرطة في تدمير تلك الدول؟، فرقم النازحين هذا يتجاوز كل الأرقام خلال الحروب الماضية وهو رقم يتجاوز أيضاً عدد الذين نزحوا في حروب منذ العام 1900 باستثناء الحرب العالمية الثانية.
وبحسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يذكر التقرير أن هناك 270000 نازح في أفغانستان وحدها، وذلك في الفترة من يوليو/ تموز – يناير/ كانون الثاني للعام 2021، وقد وثقتها وسائل الإعلام بشكل واسع.
وفي سوريا، وخلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2014، خاصة عندما شارك موظفو الولايات المتحدة في نشاط الحرب الأهلية في سوريا، حيث ذكر التقرير نزوح سكان 5 محافظات سورية أي تلك التي كان يتواجد بها الجيش الأمريكي، ما يعني أن الولايات المتحدة هي جزء لا يتجزأ من هذه الاحوال الكارثية على كل تلك الدول التي تدخلت فيها أو قامت فيها بعمليات عسكرية.
بالتالي، إن أعداد النازحين التي بنى عليها التقرير هي الأكثر عما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، بالتالي قد يكون رقم 38 مليون نازح رقم متحفظ مقارنة بواقع الأوضاع، زد على ذلك أعداد المولودين الجدد في تلك الظروف، فهم جزء أساسي أيضاً من هذه الإحصائية.
ما يعني أن كلفة النزوح ليست فقط أرقام، بل هيك حالة مجتمعية سببت آثاراً سلبية على كافة الأصعدة، خاصة لأولئك الذين فقدوا أعمالهم ومنازلهم، وأقاربهم، والأضرار الناجمة عن ذلك بالغة التأثير، مادياً واجتماعياً وعاطفياً واقتصادياً، على الدول والأفراد.