برلين – (رياليست عربي): أبرمت الحكومة الألمانية اتفاقاً مع المعارضة المحافظة، يسمح بتخصيص 100 مليار يورو لتحديث الجيش في وجه التهديد الروسي.
الحرب الروسية على أوكرانيا جعلت الغرب في حالة رعب من أن تكون إحدى دوله هي التالية، وفق الرواية الغربية، في حين أن روسيا لم تكن لتبادر في أي حرب مع أي حد إلا في سياق خطورة الأمر على أمنها القومي وحدودها، فبعد فنلندا والسويد، بدأت ألمانيا إنشاء صندوق للجيش بقيمة 100 مليار يورو، وذلك بالاتفاق مع الأحزاب المعارضة.
ووفقاً للرواية الألمانية، إنشاء الصندوق الخاص الذي يستهدف تعزيز المنظومة الدفاعية للقوات المسلحة، بعد أيام قليلة من بدء العملية الروسية الخاصة، إلى جانب تحقيق هدف الناتو الذي يقول إنه على كل دولة عضو إنفاق كل دولة عضوة 2 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، أي ما يقارب 70 مليار يورو بالنسبة لألمانيا.
فقد دفعت الحرب الأوكرانية العديد من الدول الأوروبية إلى تقوية وتحديث منظوماتها العسكرية ضد ما وصفوه “التهديد الروسي”، في حين أن ذلك يقوض فترة السلام التي حظيت بها أوروبا لفترة طويلة خاصة في ضوء دعم الحرب من خلال تقديم المساعدات العسكرية المتطورة لنظام كييف.
وهذا يناقض سياسة برلين تحديداً التي لطالما دعت إلى تقليص قوات الجيش إلى تقليص قدرات جيشها إبان فترة الحرب الباردة.
وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تعد الرقم واحد في منطقة اليورو، حيث قررت مع مجموعة من دول المنطقة، على رأسها الدنمارك والسويد وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا، زيادة نفقاتها الدفاعية إلى ما لا يقل عن 2 بالمئة من إجمالي ناتجها المحلي.
بالنتيجة، إن الحرب الروسية – الأوكرانية كانت سبباً لإنعاش الصفقات العسكرية الأمريكية أولاً، ومد أوروبا بها، كما أن ألمانيا الدولة الصناعية الأولى فستحقق هي الاخرى إنتعاشاً في هذه الصناعة لمد أقرانها من الدول الأوروبية، لأن هواجس “التهديد الروسي” غير موجودة إلا في عقلية من يعملون على تقويض روسيا تحت ذريعة هذه الحرب.