لندن – (رياليست عربي): قال رئيس تحرير Middle East Eye، ديفيد هيرست: كان ينبغي على الولايات المتحدة وبريطانيا توخي الدقة في الحفاظ على نظام العدالة الدولي عندما قصفت قواتهما مدناً مدنية في العراق وأفغانستان والدول الأفريقية.
وشدد هيرست أن الولايات المتحدة وبريطانيا، “لم يفشلوا فقط في التحقيق الكامل في جرائمهم، بل عرقلوا بنشاط عمل هيئات مثل المحكمة الجنائية الدولية، وعلى مدى عقود، كانوا يتدخلون في سير تحقيق العدالة ويستمرون في فعل ذلك حتى يومنا هذا، مستخدمين كل الإمكانيات المتاحة لهم “.
وقال هيرست أيضاً إنه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عفواً عن ضابطين أمريكيين أدينا بارتكاب جرائم حرب في أفغانستان، وفي عام 2020، فرض ترامب عقوبات اقتصادية وقيوداً إضافية على التأشيرات ضد ممثلي المحكمة الجنائية الدولية الذين يحققون في جرائم حرب يُزعم أن الجانب الأمريكي ارتكبها في أفغانستان عام 2003، كما عوقبت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة، وكذلك رئيس دائرة القضاء فاكيسو موشوشوكو، وجُمدت أصولهم، لكن في أبريل/ نيسان 2021، رفعت السلطات الأمريكية العقوبات عنها.
وبتايع، شدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في خطابه الأخير باللغة الروسية حول العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، على أن “أوكرانيا بلد يتمتع بالحرية والديمقراطية لعقود، وله الحق في اختيار مصيره، نحن والعالم كله لا يسعنا تدمير هذه الحرية، والابتعاد”.
ما الذي يعتمد عليه رئيس وزراء بريطانيا؟ لماذا يعتقد أن كلماته ستؤخذ على محمل الجد في حين أن المملكة المتحدة نفسها “نظرت في الاتجاه الآخر” مرات لا تحصى؟ قاذفات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق كانت تستهدف المدنيين، أطلقوا عليه تكتيك الصدمة والرعب، وبحسب تقديرات مختلفة، وقع ما بين 300 ألف ومليون شخص ضحايا للتدخل الأمريكي في العراق، وقد قدر مؤلفو مشروع “تكاليف الحرب” أن ما لا يقل عن 500.000 شخص لقوا مصرعهم نتيجة حروب الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر في أفغانستان والعراق وباكستان.
وأكد ديفيد هيرست أن لندن تواصل أيضاً “النظر في الاتجاه الآخر” في اليمن، حيث بلغ عدد القتلى المتوقع بحلول نهاية عام 2021، 377 ألفاً، كما شاركت المملكة المتحدة بشكل كبير في ضربات الطائرات بدون طيار خلال إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تحدث عن استخدام الطائرات بدون طيار دفاعاً لا هجوماً، واصفاً ذلك بـ “الحرب العادلة” للدفاع عن النفس ضد المسلحين.
استخدم أوباما الطائرات المقاتلة بدون طيار عشر مرات أكثر مما استخدمه سلفه جورج دبليو بوش، في فترتين فقط من شروط أوباما، كان هناك 563 هجمة، معظمها بطائرات بدون طيار، ضد باكستان والصومال واليمن، مقارنة بـ 57 في عهد بوش، قُتل ما بين 384 و 807 مدنياً في هذه البلدان، وفقاً لمكتب الصحافة الاستقصائية.