لندن – (رياليست عربي). أعلنت بريطانيا والنرويج برنامجاً جديداً للدوريات البحرية المشتركة بهدف حماية الكابلات البحرية والبنية التحتية الحيوية من محاولات التخريب الروسية، وذلك عقب محادثات دفاعية بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ونظيره النرويجي يوناس غار ستوره.
وبحسب بيان الحكومة البريطانية، ستنشر الدولتان قوة مشتركة لا تقل عن 13 سفينة حربية لتنفيذ عمليات منسقة في شمال الأطلسي لـ«ملاحقة الغواصات الروسية وحماية البنية التحتية الحيوية». وتشمل القوة خمس فرقاطات جديدة اشترتها النرويج من بريطانيا في صفقة بلغت 10 مليارات جنيه إسترليني (11 مليار يورو)، إضافة إلى ثماني سفن من الأسطول الملكي البريطاني.
وزير الدفاع النرويجي توره أ. ساندفيك، الذي وقع الاتفاق مع وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، قال إن التعاون الجديد سيسمح للبلدين بـ«الدفاع المشترك عن النفس». كما ستدمج بريطانيا صواريخ نرويجية الصنع في أسطولها السطحي بموجب الترتيبات الجديدة، التي وصفها ستارمر بأنها «تاريخية».
وقال هيلي: «في هذا العصر الجديد من التهديدات، ومع تزايد النشاط الروسي في شمال الأطلسي، فإن قوتنا تأتي من التحالفات القوية والقدرة العسكرية الصلبة».
وكان من المقرر أن يواصل ستارمر وستوره مباحثاتهما في مقر الحكومة قبل التوجه إلى قاعدة RAF Lossiemouth في اسكتلندا للقاء الطواقم البريطانية والنرويجية المكلفة بمتابعة التحركات البحرية الروسية.
تصاعد الهجمات على الكابلات يثير قلق الناتو
يأتي الإعلان في وقت سجلت فيه بريطانيا زيادة بنسبة 30% في النشاط الروسي قرب مياهها خلال العامين الماضيين، وسط قلق متزايد داخل الناتو من الهجمات المتكررة التي تستهدف الكابلات البحرية.
وكان كبير خبراء الحلف في مجال التهديدات السيبرانية والهجينة قد حذر العام الماضي من أن استهداف خطوط الاتصال تحت البحر أصبح «التهديد الأكثر نشاطاً» للبنية التحتية الغربية.
وقال جيمس أباتوراي، القائم بأعمال الأمين العام المساعد للابتكار والفضاء السيبراني في الناتو، إن روسيا تنفذ عمليات دقيقة تحت البحر ضمن ما تسميه «برنامج البحوث تحت البحار»، وهو «تسمية مخففة»، كما وصفه، لقدرة شبه عسكرية تستخدم سفن أبحاث وغواصات صغيرة ومركبات مسيّرة وغواصين ومواد متفجرة.
وفي أوائل نوفمبر، انقطعت كابلات بيانات بين السويد وليتوانيا وأخرى بين ألمانيا وفنلندا، ما أثار إنذاراً فورياً لدى دول الحلف حول احتمال وقوع أعمال تخريب.
وأضاف أباتوراي: «الروس يقومون برسم خريطة لجميع كابلاتنا وأنابيب الطاقة. هذا جزء من توسع كبير في الهجمات السيبرانية والهجينة والتدخل بأنواعه عبر أوروبا».
ومع تزايد التوتر في أقصى الشمال، تمثل دوريات بريطانيا والنرويج واحدة من أكثر المبادرات تنسيقاً بين حلفاء الناتو لحماية البنية التحتية تحت البحر التي تعتمد عليها الاقتصادات الحديثة — والعمليات العسكرية — بشكل أساسي.






