موسكو – (رياليست عربي): يكرر التاريخ نفسه دوماً، ولعل ما يحدث حالياً بين روسيا من جهة والغرب كاملاً من جهة أخرى بسبب الأزمة الأوكرانية خير دليل على ذلك، حيث عادت حرب البروباغاندا ذاتها التي كانت قبل عقود إبان الحرب الباردة، ولكن بوسائل اتصال متطورة كوسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
حرب نفسية وإعلامية دعائية تُشن بأقسى صورها حالياً، إذ بينما تواصل روسيا حشدها العسكري على الحدود الأوكرانية، فإنها تحاول أيضاً ترويج روايتها الإعلامية حيال الأزمة، حيث بدأت الماكينة الدعائية بتصوير الجيش الأوكراني على أنه غير إنساني، وذلك عبر التركيز على قيام الأخير بإطلاق النار على المهاجرين عند الحدود مع بيلاروسيا، كما أن موسكو تركز على فكرة أن كييف منشقة عن تاريخ الأمة السوفيتية، وتريد الالتحاق بالمعسكر الغربي عبر سعيها الانضمام لحلف الناتو.
بالمقابل تعمل واشنطن وحلفائها الغربيين على تصوير روسيا كدولة محتلة واستعمارية لها مطامعها في أوكرانيا، وأنها تريد السيطرة على هذا البلد بأي طريقة، فضلاً عن التسويق لفكرة بأن روسيا تمانع أن يكون لكييف الحق في اختيار حلفائها وخياراتها، وهو ما يكفله لها القانون الدولي، ما يجعل من روسيا دولةً مارقة على هذا القانون بعبارة أو بأخرى.
أسلوب دعائي آخر تتبعه واشنطن والدول الغربية، ويتمثل بالتضخيم والتكرار، تضخيم ما يحدث وتصويره على أنه مقدمة لحرب واجتياح وعدوان روسي، ليستنفر الغرب والعالم، وبطبيعة الحال سيتم تحميل موسكو مسؤوليات وتبعات هذه الحرب إن وقعت، لا سيما تلك الآثار الاقتصادية التي بدأت معالمها حالياً بارتفاع أسعار الوقود والفيول والغاز والذهب.
كما تم اعتماد أسلوب التكرار وهو التركيز على فكرة واحدة وتكرارها بأشكال إعلامية مختلفة عبر الأخبار والندوات والفيديوهات والصور، من أجل تحويلها إلى حقيقة ثابتة في عقول المتلقين أو الرأي العام العالمي، حتى لو كانت كذبة، وهنا نتحدث عن تكرار فكرة الغزو الروسي الوشيك لأوكرانيا.
أخيراً يبقى أسلوب نشر الذعر والتوتر، وقد بدأت الولايات المتحدة بتكثيف اتباعها لهذا الأسلوب، ولعل الإعلان عن عزم واشنطن نقل سفارتها من العاصمة كييف إلى مدينة لفيف خوفاً من الاجتياح الروسي، إضافةً للطلب من البعثة الدبلوماسية والموظفين والرعايا الأمريكيين المغادرة كل ذلك يصب في خانة هذا الأسلوب النفسي والإعلامي.
خاص وكالة رياليست.