موسكو – (رياليست عربي): في تطور جديد على جبهة القتال في شرق أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تحرير بلدة ستارايا نيكولافكا الواقعة في جمهورية دونيتسك الشعبية، جاء هذا الإعلان بعد معارك عنيفة استمرت عدة أيام بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية، وتعتبر هذه البلدة موقعاً استراتيجياً مهماً بسبب موقعها الجغرافي القريب من خطوط الإمداد اللوجستية للجيش الأوكراني في المنطقة.
العمليات العسكرية في ستارايا نيكولافكا شهدت استخداماً مكثفاً للسلاح الجوي والمدفعية من الجانب الروسي، حيث تم تدمير عدة مواقع دفاعية أوكرانية وفقاً للبيانات الصادرة عن موسكو، من جهتها، حاولت القوات الأوكرانية صد الهجوم عبر نشر وحدات من القوات الخاصة مدعومة بمدرعات غربية الصنع، لكن التفوق الناري الروسي حال دون نجاح هذه المحاولات.
تحرير هذه البلدة يمثل تقدماً إضافياً للقوات الروسية في سياق عملياتها العسكرية المستمرة منذ أشهر لتعزيز السيطرة على إقليم دونباس بالكامل، الخبراء العسكريون يشيرون إلى أن السيطرة على ستارايا نيكولافكا تفتح الطريق أمام القوات الروسية للتقدم نحو كراماتورسك، التي تعتبر أحد المعاقل الرئيسية للجيش الأوكراني في المنطقة.
على الأرض، وثق مراسلو الحرب دماراً شاملاً في البنية التحتية للبلدة، مع تقارير عن أضرار جسيمة لحقت بالمنازل المدنية والمرافق العامة. المنظمات الإنسانية المحلية أشارت إلى نزوح معظم سكان البلدة قبل المعارك، لكن هناك تقارير عن وجود مدنيين عالقين في الأقبية والمباني المدمرة.
رداً على هذه التطورات، أعلنت القيادة الأوكرانية عن إعادة انتشار لوحداتها في القطاع الشمالي من دونيتسك لتعويض الخسارة الإقليمية، كما زعمت مصادر أوكرانية أن قواتها تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الروسية خلال المعارك، رغم عدم وجود تأكيدات مستقلة لهذه المزاعم.
على الصعيد الدولي، أدانت عدة دول غربية العملية الروسية ووصفتها بـ “التصعيد غير المبرر”، بينما دعت إلى زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا. في المقابل، أكدت موسكو أن تحرير ستارايا نيكولافكا يندرج في إطار حماية المدنيين في دونباس وتنفيذ الأهداف المعلنة للعملية العسكرية الخاصة.
من الناحية الاستراتيجية، يرى المحللون أن هذا التقدم الروسي يعكس استمرار الزخم العسكري لموسكو في المنطقة، رغم الدعم الغربي المتزايد لأوكرانيا. كما يشيرون إلى أن المعارك في هذه المنطقة قد تشهد تصاعداً خلال الأسابيع المقبلة، مع توقعات بتكثيف الهجمات الروسية على محورين: كراماتورسك من الشمال وسلافيانسك من الشمال الغربي.
في الختام، يبدو أن تحرير ستارايا نيكولافكا يمثل حلقة جديدة في الصراع الدائر في شرق أوكرانيا، حيث تواصل روسيا الضغط على القوات الأوكرانية في محاولة لتحقيق مكاسب إقليمية قبل أي مفاوضات محتملة. بينما تحاول كييف، بدعم غربي، الصمود في وجه هذا الزحف عبر اعتماد استراتيجية دفاعية مرنة تعتمد على تحصين المواقع والهجمات المضادة المحدودة، السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستتمكن موسكو من تحويل هذا التقدم التكتيكي إلى نصر استراتيجي حاسم، أم أن المقاومة الأوكرانية المدعومة غربياً ستنجح في إيقاف الزحف الروسي عند هذا الحد؟