باريس – (رياليست عربي): بعد إعلان فرنسا وشركاؤها الأوروبيين الانسحاب من مالي، التركيز على الوجود في دول الجوار مثل النيجير، يكتنف هذا البلد غموض من شكل الأوضاع في المرحلة القادمة.
الانسحاب الفرنسي من مالي، لم يعتبره الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بأنه “فشل بالمهمة”، في بلد تنشط فيه الجماعات الجهادية، رغم تواجد القوات الفرنسية لأكثر من تسع سنوات في مالي، وقال ماكرون “ماذا كان سيحدث في 2013 لو لم تتدخل فرنسا؟ كنا سنشهد بالتأكيد انهياراً للدولة المالية”، مؤكداً أن “جنودنا حققوا نجاحات عديدة”، بما في ذلك القضاء على أمير تنظيم القاعدة (المحظور في روسيا) في بلاد المغرب الإسلامي في يونيو/ حزيران 2020.
ولعبت القوات الفرنسية منذ 2013 دوراً في مواجهة الجماعات الإرهابية في مالي ودول الساحل والصحراء، بأن أسقطت إمارة “أزواد” التي أعلنها الإرهابيون شمال البلاد، وذلك بعملية “سرفال” الفرنسية، ثم حلت محلها عملية “برخان” في 2014.
ورجح مراقبون أن الانسحاب يأتي على خلفية الخلافات الأخيرة بين فرنسا ومالي عقب الانقلاب العسكري مايو/ أيار الماضي (2021)، واستمرار انتشار الإرهاب في البلاد رغم مرور 9 سنوات على الوجود العسكري، في حين رجح فريق آخر أن الساحة باتت جاهزة لروسيا لأخذ مكان فرنسا، مع توقعات بفشل المهمة الروسية، كونها لا تملك خبرة الفرنسيين في التعامل مع الأوضاع في مالي.
كذلك يأتي الانسحاب أيضاً، بعد أن تزايدت نسبة العداء لفرنسا من قبل بوركينا فاسو ومالي.
ويقول ماكرون أن عملية إغلاق آخر القواعد الفرنسية في مالي سوف تستغرق “4 الى 6 أشهر”، وأن الانسحاب سيشمل الجنود الفرنسيين والأوروبيين والكنديين، مستدركاً أنه و”خلال هذا الوقت، سنواصل مهام الحفاظ على الأمن” مع بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما) التي تعد أكثر من 13 ألف عنصر حفظ سلام.
وتأتي تصريحات ماكرون تزامناً مع بيان من قصر الإليزي صدر الخميس قبيل قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، يعلن إنهاء فرنسا وشركاءها في الاتحاد الأوروبي وكندا عملياتهم لمكافحة الإرهاب في مالي بحلول يونيو/ حزيران.