موسكو – (رياليست عربي): تشير أنباء متزايدة من مصادر روسية ودولية إلى اقتراب إسرائيل وحركة حماس من الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة بعد أشهر من الحرب الدامية. وتأتي هذه التطورات وسط وساطة مصرية-قطرية مكثفة وضغوط دولية لإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع المحاصر الذي يعيش أسوأ أزمة منذ بداية الصراع.
وفقاً لصحيفة “إزفستيا” الروسية، فإن المفاوضات الحالية تركز على عدة نقاط رئيسية تشمل تبادل الأسرى بين الجانبين، وفتح المعابر الحدودية لدخول المساعدات الإنسانية، ووقف العمليات العسكرية لفترة قابلة للتجديد. وتلعب كل من مصر وقطر دوراً محورياً في هذه المفاوضات، بينما تتابع الولايات المتحدة التطورات عن كثب في ظل تزايد الانتقادات الدولية للوضع في غزة.
الأزمة الإنسانية في غزة تتصدر أجندة المفاوضات، حيث يعاني القطاع من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود بعد سبعة أشهر من الحرب. تقارير الأمم المتحدة تحذر من مجاعة جماعية تهدد أكثر من مليوني فلسطيني، مع تدمير شبه كامل للبنية التحتية وانهيار النظام الصحي. المنظمات الإغاثية تؤكد أن 80% من سكان غزة نزحوا من منازلهم، بينما يعيش الآلاف في ملاجئ مكتظة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
على الصعيد السياسي، تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً متزايدة من الداخل والخارج. بينما يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق “الأهداف الأمنية”، فإن تيارات داخل الكنيست تطالب بوقف إطلاق النار خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وتغير موازين القوى الإقليمية. من جهتها، تبدي حماست استعداداً للتهدئة لكنها تشترط ضمانات بإنهاء الحصار ووقف الاستيطان.
المحللون السياسيون يشيرون إلى أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في المرحلة الحالية سيكون مؤقتاً على الأرجح، إذ أن القضايا الجوهرية للصراع مثل مستقبل القدس وحق العودة والحدود تبقى معلقة. ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار سيخفف من معاناة المدنيين ويفتح المجال أمام مفاوضات أكثر شمولاً في المستقبل.
في الختام، رغم التفاؤل الحذر بإمكانية التوصل لاتفاق قريب، تبقى التحديات كبيرة أمام تحقيق سلام دائم. الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الصراع الذي استنزف المنطقة لعقود، مع تركيز جميع الأطراف حالياً على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.