القدس – (رياليست عربي): قد تضرب إيران أهدافاً في إسرائيل رداً على هجوم على قنصلية الجمهورية في دمشق خلال الـ 24 ساعة القادمة، ففي مساء يوم 12 أبريل، تعرضت المناطق الشمالية لإسرائيل لقصف من الأراضي اللبنانية من قبل جماعة حزب الله الموالية لإيران، بعشرات الصواريخ، ومع ذلك، يقول سكان تل أبيب إنه بعد ستة أشهر من الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية، أصبحوا معتادين على مثل هذه الأخبار، بل إن بعض الإسرائيليين يريدون من طهران أن توجه هذه “الضربة الانتقامية”.
والآن، تقوم الولايات المتحدة، على خلفية هجمات حزب الله وتوقع “ضربة انتقامية” إيرانية، بنقل تعزيزات إلى الشرق الأوسط، من جانبها، تنتظر وسائل الإعلام العالمية هجوماً من جانب طهران بعد أن ضربت القوات الجوية لإسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق في أوائل أبريل، وتكاد عناوين مصادر المعلومات والبرامج التلفزيونية تتحدث عن حرب عالمية ثالثة وشيكة يمكن أن تندلع في أي يوم.
ولكن يبدو أن مثل هذا الضغط ليس له أي تأثير على الحياة اليومية للإسرائيليين في تل أبيب: لا يوجد خوف أو ذعر، ومن المدهش أن السكان المحليين يتصرفون براحة شديدة، وبطبيعة الحال، الشيء الوحيد الذي يقلق سكان إسرائيل ويطارد الناس على كل طريق ليس الحرب المحتملة مع إيران، بل إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم حماس خلال “السبت الأسود” في 7 أكتوبر 2023، وتم تعليق صورهم بالقرب من السفارات والمباني الحكومية، استذكارًا للمأساة، ومع ذلك، بعد ستة أشهر، يبدو أن الناس هنا قد اعتادوا على الحرب.
في الوقت نفسه، لم يتبق سوى ساعات قليلة قبل ضربة طهران الانتقامية على إسرائيل، حسبما كتبت وسائل الإعلام الغربية نقلاً عن مصادر، وبحسب بعض التقارير، سيتم استخدام مئات الطائرات بدون طيار وعشرات الصواريخ ضد أهداف عسكرية داخل البلاد، ومع ذلك، يبدو أن الجمهورية الإسلامية لا تزال تستخدم القنوات الدبلوماسية لتجنب المواجهة المباشرة.
وقالت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في بيان: “لو أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العمل العدواني الذي قام به النظام الصهيوني ضد منشآتنا الدبلوماسية في دمشق ثم قدم المسؤولين عنه إلى العدالة، لكان من الممكن تجنب حاجة إيران إلى معاقبة هذا النظام المارق”.
بشكل عام، ينبغي اعتبار هذه التصرفات بمثابة بادرة حسن نية من جانب طهران، لأنها تدرك جيداً هدف إسرائيل، وهو استفزاز إيران ودفعها إلى الرد.
بالتالي، تدرك إيران جيداً أن الرد على إسرائيل يجب أن يكون بحيث لا يؤدي كل شيء إلى حرب واسعة النطاق، كما أن الهجوم الذي وقع في الأول من نيسان/أبريل، الذي يوافق ذكرى إعلان الجمهورية الإسلامية، ليس سوى محاولة لجر إيران إلى حرب كبرى قد تكون لها عواقب وخيمة عليها.
ومن ناحية أخرى، سيكون من المهم أيضاً أن تحافظ طهران على ضبط النفس من أجل إظهار الهدوء في مواجهة أي استفزازات من إسرائيل، ووعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بأن الرد سيكون “محدوداً” لمنع التصعيد، حسبما ذكر موقع أكسيوس.