واشنطن – (رياليست عربي): اتفقت واشنطن ولندن على شراكة اقتصادية جديدة تهدف إلى مواجهة روسيا في سوق الطاقة النووية العالمية، كما اتفق القادة على بدء المفاوضات على الفور بشأن سلاسل التوريد للمعادن المهمة، ومع ذلك، لا يمكن الاستغناء عن موضوع أوكرانيا، التي وعدت بمواصلة تقديم الدعم، بالإضافة إلى ذلك، اقترح الخبراء أن الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني ناقشا على الأرجح إمكانية تزويد كييف بمقاتلات F-16.
يستمر “الحج” الأوروبي إلى الولايات المتحدة، خلال العام الماضي، كان هناك على الأقل رئيس فرنسا وأوكرانيا إيمانويل ماكرون وفلاديمير زيلينسكي، وكذلك المستشار الألماني أولاف شولتز، في 7 يونيو، غادر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أيضاً متوجهاً إلى واشنطن في زيارة تستغرق يومين، وجدير بالذكر أن هذه هي أول زيارة رسمية له إلى العاصمة الأمريكية كرئيس للحكومة البريطانية، رغم أنها ليست أول لقاء مع الزعيم الأمريكي جو بايدن – وقبل ذلك، كان السياسيون قد التقوا بالفعل أربع مرات.
ركز السياسيان خلال المؤتمر الصحفي على تقديم المزيد من المساعدة إلى كييف، وشكر بايدن السلطات البريطانية على تدريب الجيش الأوكراني، مشيراً إلى أن الغرب فعل كل ما في وسعه للتحضير لهجوم مضاد.
بالإضافة إلى ذلك، أكد الزعيم الأمريكي أن سلطات البلاد ستستمر في تقديم الدعم المالي لأوكرانيا، على الرغم من أن رئيس مجلس النواب، كيفن مكارثي، صرح بغير ذلك، كما علق بايدن على اختيار أمين عام جديد للناتو، والذي سيحل محل ينس ستولتنبرغ. قال إن الاتفاقية لا تزال جارية، لكنه لم يستبعد أن يتولى البريطانيون المنصب – على سبيل المثال، وزير الدفاع بن والاس.
من جانبه، أكد ريشي سوناك على إبرام شراكة اقتصادية جديدة بين الدول – “إعلان الأطلسي”، وهي، على وجه الخصوص، تنطوي على معارضة روسيا للسوق العالمية للطاقة النووية المدنية.
وأضاف سوناك، تريد دول مثل الصين أو روسيا التلاعب بانفتاحنا أو استغلاله، وسرقة ملكيتنا الفكرية، واستخدام التكنولوجيا لأغراض استبدادية، ومنع الوصول إلى الموارد الحيوية مثل الطاقة، لكنهم لنت ينتصروا.
بالنسبة للسلبيات، كانت هناك شائعات بأن إدارة بايدن تتخذ موقفاً أكثر تحفظاً تجاه حكومة المحافظين الحالية في لندن، خاصة في الأمور الاقتصادية ومنذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، حيث أن المملكة المتحدة واجهت عواقب اقتصادية خطيرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لذا فهي تسعى الآن لتحسين العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
لكن بغض النظر عن مدى جودة العلاقات الرسمية، في الواقع، تحاول العديد من الدول الأوروبية تحقيق استقلال أكبر عن واشنطن، إن الولايات المتحدة لم تكن راضية بشكل خاص عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب أن مصداقية القيادة العالمية للولايات المتحدة تضعف الآن.
من ناحية أخرى، ربما تريد الحكومة البريطانية تقوية العلاقات لأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال ديناميكياً، ولأن هناك مجالاً لزيادة التجارة والاستثمار.
بالإضافة إلى ذلك، قد ترغب المملكة المتحدة في إحياء تحالف شمال الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية من أجل مواجهة النفوذ المتزايد للصين وروسيا ودول البريكس، والتي “تهدد قروناً من الهيمنة الأنجلو أمريكية على العالم”.
المرجح حتى الآن أن يكون توقيت زيارة سوناك مرتبطاً بالهجوم المضاد الأوكراني، حيث أن بايدن وسوناك خلال المفاوضات لم يسعهما سوى التطرق إلى موضوع عمليات التسليم المحتملة لمقاتلات F-16 إلى كييف.
بالنتيجة، إذا اتخذ كلا البلدين في نهاية المطاف مثل هذه الخطوة، من وجهة نظر القيادة الروسية، فإن هذا سيعني جولة أخرى من التصعيد، وذلك قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.