واشنطن – (رياليست عربي): قال المحلل السياسي والخبير العسكري الأمريكي، بريان بيرليتيك، تعليقاً على تسليم واشنطن الذخائر العنقودية إلى كييف، إن الولايات المتحدة لا تمتلك إمكانات عسكرية كافية تسمح لها بإرضاء طموحاتها الجيوسياسية في حل النزاع الأوكراني.
وفي مقال له، ذكر فيه أن الولايات المتحدة تقول إن أفعالها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوكرانيا، تهدف إلى الحفاظ على نظام دولي قائم على القواعد، حيث من الواضح أن نقل الذخائر العنقودية (إلى كييف) يقوض أي أمر من هذا القبيل.
وأضاف أن واشنطن تتخذ هذا القرار على وجه التحديد لأن طموحاتها الجيوسياسية للحفاظ على هيمنتها الخاصة تتجاوز بكثير الوسائل العسكرية المتاحة لها لإرضائهم.
كما أشار بيرليتيك، إلى أن الغرب لا يمتلك القدرة الصناعية اللازمة لتزويد كييف بكمية كافية من الذخيرة، حيث أنه من أجل إنتاج قذائف مدفعية لتتناسب على الأقل مع كثافة إطلاق النار الحالية من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، سوف يستغرق الأمر عدة سنوات، لذلك، فإن الولايات المتحدة حريصة على نقل الذخائر العنقودية، لأن هذا هو الخيار الوحيد المتاح لواشنطن.
ووفقاً للخبير، فإن التصريح الأخير للرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي أقر بأن “الذخيرة تنفد من الأوكرانيين”، يشهد على النقص الحاد في وسائل الحرب في الغرب، وفي هذا الصدد، فإن نقل الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا ليس قراراً محسوباً، حيث “اتخذته واشنطن بدافع اليأس”، في محاولة للحفاظ على المواجهة مع روسيا، وإلا فسيتعين على الولايات المتحدة الاعتراف بهزيمتها.
ووصف بيرليتيك توريد أسلحة أميركية من هذا النوع إلى كييف بأنها جائزة تحمي بشكل مؤقت كبرياء الولايات المتحدة و “تؤجل الهزيمة الحتمية لأتباع واشنطن في أوكرانيا”، في الوقت نفسه، قد تكون أوكرانيا مليئة بالذخائر العنقودية، والتي، بعد فترة طويلة من وقف الأعمال العسكرية، “ستقتل آلاف المدنيين” على غرار فيتنام والعراق ولاوس وكمبوديا.
وفي النهاية، فإن قرار الولايات المتحدة بنقل الذخائر العنقودية لن يجعل أوكرانيا أو الولايات المتحدة أقوى عسكرياً، كما أنها لن تساعد واشنطن في تحقيق أهدافها في أوكرانيا، ولن تزيد من قوتها الجيوسياسية.
وأضاف الخبير الأمريكي، أن هذه محاولة من جانب مهيمن يتلاشى للعب من أجل كسب الوقت، مما يكشف نفاقه على خلفية التضحيات الجديدة التي يقدمها، سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل.