القدس – (رياليست عربي): أعلنت حركة حماس عن استعدادها المباشر للعودة إلى طاولة المفاوضات لبحث أزمة غزة، في خطوة قد تشكل منعطفاً جديداً في المسار السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
جاء هذا الإعلان في بيان رسمي صدر يوم الخميس 4 يوليو 2025، بعد فترة من التصعيد العسكري المتقطع الذي زاد من معاناة المدنيين في القطاع المحاصر. وأكد البيان أن الحركة مستعدة للتفاوض “دون شروط مسبقة”، معبرة عن رغبتها في تحقيق تسوية عادلة تنهي الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وعلى الجانب الآخر، تدرس إسرائيل هذا العرض في ظل ضغوط دولية متزايدة للعودة إلى المسار التفاوضي، حيث لم تصدر تل أبيب رداً رسمياً بعد. وتأتي هذه التطورات وسط وساطات مكثفة تقودها مصر وقطر، بهدف استئناف المحادثات المتعثرة. ومن المتوقع أن تركز المفاوضات المحتملة على عدة نقاط جوهرية تشمل ترتيبات وقف إطلاق النار الدائم، وتخفيف الحصار المفروض على القطاع، وملف تبادل الأسرى، بالإضافة إلى خطط إعادة الإعمار.
وفي خلفية هذه التطورات السياسية، تستمر الأوضاع الإنسانية في غزة بالتدهور بشكل مقلق، حيث تشير أحدث تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 80% من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينما تصل معدلات البطالة إلى مستويات قياسية تقارب 70%، كما تواجه المنظومة الصحية في غزة خطر الانهيار الكامل، مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات.
في هذا السياق، يرى مراقبون أن إعلان حماس قد يمثل فرصة جديدة لإنهاء دائرة العنف، خاصة مع تغير التحالفات الإقليمية وبروز ضغوط دولية لإيجاد حل دائم، ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة في ظل استمرار الفجوة الواسعة بين مطالب الجانبين، وتعقيدات المشهد السياسي الداخلي لكل منهما، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول إمكانية تحقيق اختراق حقيقي في المفاوضات المرتقبة.