كييف – (رياليست عربي): في قلب المناطق الحدودية الأوكرانية، تنسجم صفوف من المتاريس الخرسانية ولفائف الأسلاك الشائكة لتمتد على مساحة لا تقل عن كيلومتر، تحت جنح الظلام، يتم حفر الخنادق بعناية، تكوّن أماكن المعيشة البدائية خلفها، وتزأر المدفعية في مكان قريب، مما يكشف عن جدية الاستعداد لمواجهة التحديات المحتملة.
يشير تحليل المحللين العسكريين في أوكرانيا والغرب إلى أن هذه الدفاعات تأتي في إطار جهود أوكرانيا للمساعدة في مقاومة الهجمات المتوقعة وإعادة بناء قوتها، بينما تحاول موسكو السيطرة على مبادرة المنطقة العسكرية الخاصة، في هذا الصدد، يعبر مهندس في الجيش الأوكراني يحمل علامة النداء “لينكس” بالقرب من كوبيانسك عن أهمية التحصينات، مشيراً إلى أنها تمثل الدرع الذي يمكن التخلي عنه خلال التحرك، لكنه يعود إلى الأهمية الحيوية عند توقف القوات.
من جانب آخر، تجدر الإشارة إلى أن كييف لا تزال مصممة على رغبتها في إعادة امتلاك جميع الأراضي المفقودة التي سيطرت عليها القوات الروسية، مع التركيز السياسي على قضايا مثل التعبئة وحل مشكلة نقص المدفعية، حيث يشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أهمية تعزيز الهياكل الدفاعية في المناطق الشرقية، وهو ما يبرز التحديات العسكرية والسياسية المعقدة التي تواجهها أوكرانيا.
وفقًا لجاك واتلينج، زميل أول في الحرب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، فإن تحصينات الدفاع تلعب دوراً كبيراً في تباطؤ تقدم القوات الروسية، مما يقلل من القوات اللازمة من الجانب الأوكراني، حيث يعكس هذا الواقع الحاجة الملحة لتكثيف التدريب وتحسين التحضيرات لمواجهة المستجدات على الساحة.
وأخيراً، يظهر المهندسون العسكريون وضع “أسنان التنين” ولفائف الأسلاك والألغام كجزء من استراتيجية الدفاع، ويشير أحدهم إلى أن بناء هذه الحواجز كان ينبغي أن يحدث في وقت سابق، ويستغرق وقتاً طويلاً.