موسكو – (رياليست عربي): من الضروري إعادة التفكير في الهيكل الأمني لأوروبا وتحقيق الاستقرار في الجناح الشرقي، وإلحاق هزيمة استراتيجية لا لبس فيها بالاتحاد الروسي وردع أي عدوان مستقبلي لموسكو على حلف شمال الأطلس (الناتو).
بالتالي، لا يمكن تحقيق أي من هذه الأهداف دون انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودون إعادة هيكلة القوات الأمريكية في أوروبا من خلال إنشاء قواعد عسكرية أمريكية دائمة في بولندا ورومانيا، وكذلك في فنلندا ودول البلطيق، كما يتعين على الأعضاء الأوروبيين في الحلف أن ينفذوا عمليات إعادة تسليح واسعة النطاق وسريعة.
لتحقيق ذلك، لا يزال هناك وقت لعكس ما قد تعتبره موسكو وبكين هزيمة للولايات المتحدة في أوكرانيا، أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، للقيام بذلك، سيحتاج الكونغرس وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تنحية الخلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي جانباً والاتفاق على ما يجب القيام به لضمان انتصار كييف الاستراتيجي في ساحة المعركة، كما من الضروري تزويد أوكرانيا بالموارد بمبلغ يساعد في جعل الصراع العسكري قصيرًا قدر الإمكان.
ولكن قبل ذلك كله، تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية إلى استراتيجية أمنية وطنية لا تتفاعل، بل تشكل البيئة الأمنية العالمية، وهذا يعني الاعتراف بمركزية منطقتي الأطلسي والمحيط الهادئ بالنسبة لأمن الولايات المتحدة وازدهارها، وإعطاء الأولوية للتوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وشبه الجزيرة الكورية، كما يعني أيضاً إدراك أن القوات الأميركية أصغر من أن تتمكن من الردع والدفاع ضد التحالف الصيني الروسي إذا قرر خصومها الهجوم في وقت واحد في أوروبا وآسيا.
وبالتالي، سيتعين على الولايات المتحدة إعادة بناء قاعدتها الصناعية الدفاعية وتوسيع قواتها المسلحة لمواجهة التحديات التي تواجهها، وسيتعين عليهم زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير ليتناسب مع جهود خصومهم، على سبيل المثال، إذا نظرت إلى إنفاق بكين، وخاصة ميزانية الدفاع التي وافقت عليها موسكو مؤخراً، فإن المستوى الحالي للإنفاق الأمريكي ليس كافياً بكل بساطة.
وأخيراً، يتعين على الطبقة السياسية الأميركية أن تعمل على توضيح الشكل الذي قد يبدو عليه النصر في هذه الجولة من صراع القوى العظمى، كما يجب أن تنقل استراتيجية محددة لتحقيق هذا الهدف بشكل يمكن للمواطنين قبوله ودعمه، بالتالي هناك حاجة إلى توعية الناس بحقائق هذا العالم المتزايد الخطورة الذي هم يعيشون فيه، فإن لم يتم وأد الصراعات فسيصبح العالم مكاناً غير صالح للعيش في ظل السباق المحموم بين القوى العظمى والتي تدمر أولاً وأخيراً الشعوب.