بغداد – (رياليست عربي): في خطوة مهمة جداً على الرغم من أنها متأخرة، بدأت الحكومة العراقية عملية سحب قوات التحالف العسكري الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، من البلاد، وتأتي هذه الخطوة بعد غارة جوية نفذها الجيش الأمريكي في بغداد، أسفرت عن مقتل أمير الحرب مشتاق الجوار، وأعلن عنها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في 5 يناير.
خطوات التحقق والانسحاب
صرح مكتب رئيس الوزراء العراقي أن الحكومة قد حددت موعداً لبدء عمل لجنة ثنائية لاتخاذ إجراءات إنهاء وجود قوات التحالف الدولي بشكل دائم في العراق، وجدير بالذكر أن هناك 2.5 ألف عسكري أجنبي حالياً في العراق.
وحول التصاعد الأمني واستمرار الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق، تشتبه واشنطن في قيام القوى المتحالفة مع إيران بشن هجمات على موظفي الوزارات الأمريكية في العراق، وقد شملت تلك الهجمات استهداف السفارة الأمريكية في بغداد بواسطة قذائف الهاون، رداً على ذلك، أعلن البنتاغون أنه لم يصب أي مدني نتيجة للغارة الجوية التي نفذها الجيش الأمريكي.
ضربات استباقية
في سياق متصل، هاجمت القوات المسلحة الأمريكية ثلاث منشآت تابعة لكتائب حزب الله في العراق في 26 ديسمبر، كرد فعل على سلسلة من الهجمات التي استهدفت القوات الأمريكية في العراق وسوريا، ووفقاً لرئيس البنتاغون، وزير الدفاع لويد أوستن، تعتبر هذه الميليشيات التي هاجمت القواعد الأمريكية برعاية إيران.
أما فيما يتعلق بتصاعد التوتر والتحديات الإقليمية، وبينما أعلنت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون عن تكرار الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تربط الهجمات بالجماعات المرتبطة بإيران، ويتساءل الكثيرون عن تأثير هذه الأحداث في ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي دعمت فيه الولايات المتحدة إسرائيل، بالتالي، ومع تواصل الهجمات وتصاعد التوترات، يواجه العراق تحديات أمنية خطيرة، وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع الأمريكي استعداد الوزارة لاتخاذ إجراءات إذا استمرت الهجمات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
بالتالي، يبرز الوضع الراهن في العراق تحولات أمنية مهمة، حيث يسعى العراق لاستعادة السيطرة على أموره الداخلية وتحقيق استقرار أمني في نفس الوقت دون الاعتماد على الخارج، في حين يعيش الإقليم تصاعد التوترات، لكن يظل السؤال حول مستقبل القوات الأمريكية في المنطقة محوراً للتفكير الإستراتيجي.