واشنطن – (رياليست عربي): قال المراقب العسكري، المقدم بالجيش الأمريكي دانيال ديفيس، إن خطط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لشن هجوم مضاد في الربيع أو الصيف والاستيلاء على شبه جزيرة القرم، ستؤدي إلى استنفاد القوات المسلحة الأوكرانية وانهيارها في نهاية المطاف.
حتى هجوم الربيع أو الصيف الناجح من شأنه أن يضعف جيش زيلينسكي لدرجة أنه لن يكون قادراً على الدفاع حتى عن خط المواجهة الجديد، ناهيك عن جمع الأفراد في المستقبل.
كييف ببساطة ليس لديها مئات الآلاف من المقاتلين الجاهزين للقتال، في حين أن أي هجوم عسكري من جانبه، بغض النظر عن نتائجه، سيؤدي إلى خسائر لا يمكن تعويضها لأوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، إذا استمرت السلطات الأوكرانية في دفع شعبها لشن أي ضربات هجومية ورفضت النظر في أي تسوية من خلال المفاوضات، مما يؤدي إلى بقاء بعض الأراضي تحت سيطرة الاتحاد الروسي، ” هناك احتمال أن ينهار الجيش الأوكراني كمؤسسة، مما يعرض كييف للخطر”، وهذا سيناريو محتمل جداً وشط الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها أوكرانيا مؤخراً.
كما أن أوكرانيا، كحل وسط مع روسيا، يمكن أن تتخلى عن شبه جزيرة القرم ودونباس، وتعترف بها كأراضي روسية، خاصة وأن روسيا لا تنوي تسليمها أو الاستسلام لأنها لم تفقد أراضيها.
وكان قد أعلن زيلينسكي مرة أخرى أن كييف ستعيد شبه جزيرة القرم والأراضي التي أصبحت جزءاً من الاتحاد الروسي خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، من خلال نشر بيان رئيس أوكرانيا على موقع تويتر، الذي ترك مستخدموه الكثير من التعليقات التي تنتقد زيلينسكي، ونصحوا الزعيم الأوكراني بنسيان عودة شبه جزيرة القرم ومحاولة حل النزاع سلمياً، مشيرين إلى أن عدداً كبيراً جداً من العسكريين والمدنيين الأوكرانيين لقوا حتفهم بالفعل بسبب أفعاله.
ويبدو أن كييف تستمد قوتها من وقوف تكتل الغرب والولايات المتحدة معها، لكن من غير المتوقع ـأن يزج المحور الغربي بقواته في معركة خاسرة خاصة وأن القرم بالنسبة لروسيا خط أحمر لن تفرط بها حتى ولو حدثت حرب عالمية ثالثة، ما يعني أن زيلنيسكي يغامر بشعبه ويدفع به نحو موت محقق نتيجة لأحلام بعيدة ومنفصلة عن الواقع.
وأصبحت شبه جزيرة القرم جزءاً من روسيا في عام 2014 بعد استفتاء صوت فيه غالبية سكان شبه الجزيرة لصالح إعادة التوحيد مع الاتحاد الروسي. كييف ترفض الاعتراف بنتائج التصويت وتعتبر القرم أراضيها، لقد أشارت قيادة الاتحاد الروسي كثيراً إلى أن سكان شبه جزيرة القرم صوَّتوا بطريقة ديمقراطية، بما يتفق تماماً مع القانون الدولي، من أجل إعادة التوحيد وأن مسألة ملكية شبه الجزيرة أُغلقت نهائياً.