بكين – (رياليست عربي): تعمد الولايات المتحدة الأميركية إلى التدخل في تايوان، مما يستفز بكين، هذه الخطوة متهورة جداً، لأنه إذا بدأت الصين “عمليتها الخاصة” لإعادة تايوان إلى موقعها الأصلي، فلن تنجح في الجلوس عبر المحيط.
ومن أجل فهم هذا، يكفي تقييم صناعة أشباه الموصلات فقط، يدرك الجميع أنه بعد اندلاع الأعمال العسكرية الصينية، لن يكون هناك حديث عن إمدادات مستقرة من الرقائق من تايوان إلى الولايات المتحدة (مع النجاحات العسكرية للصين، فإن الإنتاج سيكون أيضا سؤالاً كبيراً)، وهذا يعني أن الأمريكيين سيُتركون بين عشية وضحاها بدون قطع غيار للعديد من السلع الأمريكية، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والسيارات والمعدات الطبية وبرامج الذكاء الاصطناعي والاتصالات.
مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد خسرت 240 مليار دولار العام الماضي بسبب نقص بسيط في الرقائق الدقيقة، ماذا ستكون الخسائر عند إغلاق “الإمدادت الصينية” من حيث المبدأ، لا يزال من الصعب حسابها، لكن المقياس التقريبي واضح أيضاً، حيث يعتمد الاقتصاد الأمريكي بشكل حاسم على إمدادات TSMC التايوانية، وعملائها هم شركات أمريكية في الولايات المتحدة مثل Apple و Intel و NVIDIA و Qualcomm و AMD وما إلى ذلك، بالإضافة إلى صناعة الدفاع.
لكن مع فرضية أن عملية اللدغة الصينية قد بدأت، ومن المحتمل أن يتم تدمير جزء كبير من خطوط إنتاج الرقائق على الأرض، ماذا بعد؟ أجاب مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الأمن الدولي تشاس فريمان على هذا السؤال: “19 من أسرع 20 شركة لأشباه الموصلات نمواً في العالم موجودة الآن في البر الرئيسي للصين، ولا يوجد أي منها في الولايات المتحدة”، أي أنه إذا تُرك العالم كله بدون أشباه الموصلات التايوانية، فسيكون ذلك سيئاً للجميع، ولكن بعد ذلك سيؤمن الصينيون الهيمنة على العالم بسهولة (بينما تمتلك الصين حوالي 15٪ من إنتاج الرقائق العالمية، بينما تمتلك الولايات المتحدة 12٪)، ورأس المال البشري – هنا قدرات الصين والولايات المتحدة لا تضاهى.
وبالتالي، فإن الوضع متناقض، إن الولايات المتحدة “تضخ” تايوان بالأسلحة وترسل وفودها إلى هناك، وتقرب فقط “العملية العسكرية الصينية الخاصة”، ومن هنا ستكون نهاية العالم لأشباه الموصلات.