صنعاء – (رياليست عربي): أعلنت جماعة الحوثي في اليمن استعدادها لتنفيذ ضربات ضد السفن الأمريكية في البحر الأحمر، في تصعيد جديد يزيد من حدة التوتر في واحدة من أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم، وفق ما صرح به المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث حذر من أن “أي سفينة أمريكية في البحر الأحمر أصبحت هدفاً مشروعاً”.
المصادر العسكرية تشير إلى أن هذا التهديد يأتي في سياق تصاعد المواجهة بين الحوثيين والقوات الأمريكية في المنطقة، بعد أيام فقط من إعلان واشنطن عن تعزيز وجودها البحري في البحر الأحمر، وقد شهدت الأسابيع الأخيرة عدة حوادث هجومية نسبت للحوثيين، بما في ذلك استهداف ناقلات نفط وسفن تجارية تمر عبر هذا الممر الحيوي الذي يربط بين أوروبا وآسيا عبر قناة السويس.
الخبراء العسكريون يحذرون من أن تنفيذ مثل هذه التهديدات قد يؤدي إلى تغيير جذري في موازين القوى في المنطقة، حيث تمتلك جماعة الحوثي ترسانة صاروخية وبحرية متطورة تمكنها من تهديد الملاحة الدولية بشكل فعال، وتشير التقارير إلى أن الجماعة قامت مؤخراً بتعزيز قدراتها الصاروخية من خلال الحصول على أنظمة متطورة من حلفائها الإقليميين، بما في ذلك صواريخ كروز مضادة للسفن ذات مدى يصل إلى 300 كيلومتر.
رداً على هذه التهديدات، بدأت القوات الأمريكية تعزز من وجودها في المنطقة، حيث تم نشر عدة مدمرات مزودة بأنظمة دفاع جوي متطورة قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية والكروز. كما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن تعاون وثيق مع دول التحالف العربي لمراقبة تحركات الحوثيين والاستعداد لأي سيناريو تصعيدي.
على الصعيد الاقتصادي، بدأت بوادر القلق تظهر في الأسواق العالمية، حيث ارتفعت أسعار التأمين على السفن المارة بالبحر الأحمر بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، شركات الشحن الدولية تدرس حالياً تحويل مسار سفنها حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما سيزيد من تكاليف الشحن بشكل كبير ويؤثر على سلاسل التوريد العالمية التي ما زالت تعاني من آثار الأزمات السابقة.
الدوائر الدبلوماسية في المنطقة تتابع الموقف بتوجس بالغ، حيث تحاول عدة عواصم عربية وأوروبية احتواء الأزمة قبل تفاقمها. مصادر دبلوماسية تكشف عن اتصالات مكثفة بين واشنطن ومسقط للضغط على الحوثيين للتراجع عن تهديداتهم، في وقت تبدو فيه إيران – الحليف الإقليمي الرئيسي للجماعة – غير راغبة في كبح جماح حلفائها في اليمن.
هذا التصعيد يأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث يشهد العالم توترات جيوسياسية غير مسبوقة في عدة جبهات. الخبراء يحذرون من أن أي هجوم حوثي ناجح ضد سفن أمريكية قد يدفع واشنطن إلى رد عسكري مباشر، مما قد يفتح جبهة جديدة في الصراع الإقليمي الدائر. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح الضغوط الدبلوماسية في تهدئة الأوضاع، أم أننا نقف على شفا مواجهة عسكرية جديدة في البحر الأحمر قد يكون لها تداعيات عالمية واسعة؟