نيويورك – (رياليست عربي): تزيد الأمم المتحدة ضغوطها على كوريا الشمالية على خلفية التجارب المتكررة بشكل متزايد كجزء من برنامجها النووي، وعقد مجلس الأمن، بناء على طلب كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، مشاورات مغلقة بشأن القضايا الأمنية المتعلقة بتصرفات بيونغ يانغ، ونظراً للاتهامات الموجهة ضد روسيا باستخدام الصواريخ الكورية الشمالية، فقد يمتد الضغط إلى موسكو، وفي الوقت نفسه، اختبرت كوريا الديمقراطية نظاماً جديداً للأسلحة النووية تحت الماء.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كوريا الشمالية اختبرت نظام الأسلحة النووية “هايل-5-23” تحت الماء في بحر اليابان، إنها لا تزال تحت التطوير، وأكد البيان أن الاختبارات أجريت رداً على التدريبات المشتركة التي أجرتها كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، والتي جرت في الفترة من 15 إلى 17 يناير بالقرب من جزيرة جيجو الكورية الجنوبية، ومن بينها حاملة طائرات أمريكية تعمل بالطاقة النووية وطراد مجهز بنظام إيجيس القتالي (نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي للبحرية)، وقال التقرير إن كوريا الشمالية تدين تصرفات الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية التي تهدد أمن البلاد وتحذر من “عواقب كارثية”، كما تم التوضيح أن الاستعداد النووي تحت الماء لجيش كوريا الديمقراطية يجري تحسينه، وستستمر “الإجراءات الانتقامية المختلفة” من أجل ردع الأعمال العدائية من قبل واشنطن وحلفائها.
بالتالي، إن استفزازات كوريا الديمقراطية من جهة، و”الناتو الآسيوي”، كما يطلق على الثلاثي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان من جهة أخرى، تأتي الواحدة تلو الأخرى، وعلى وجه الخصوص، جرت التدريبات العسكرية للحلفاء على خلفية إطلاق بيونغ يانع صاروخاً باليستياً جديداً متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب برأس حربي موجه تفوق سرعته سرعة الصوت، حيث أثار الإطلاق جدية المجتمع الدولي، بالنظر إلى مزايا الصاروخ، إن استخدام الوقود الصلب يسهل نقلها ويسرع إطلاقها، كما أن وجود رأس حربي تفوق سرعته سرعة الصوت يسمح لها بالوصول إلى سرعات خمسة أضعاف سرعة الصوت والمناورة بشكل فعال في المرحلة النهائية، وهكذا، لاحظ الخبراء العسكريون أن الصاروخ لا يمكنه الوصول إلى القواعد الأمريكية فحسب، على سبيل المثال، في غوام واليابان، بل يمكنه أيضاً تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي.
وتصاعدت التوترات في شبه الجزيرة الكورية بسرعة منذ نهاية عام 2023، ونفذت بيونغ يانغ سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ وأرسلت أيضاً قمراً صناعياً للاستطلاع لأول مرة ردًا على التعاون العسكري المتزايد بين سيول وطوكيو وواشنطن.
ونتيجة لذلك، تم تعليق الاتفاق بين الكوريتين لعام 2018، والذي تضمن، من بين أمور أخرى، فرض مناطق حظر الطيران، ونزع سلاح بعض نقاط التفتيش وصيانة الخطوط الساخنة، فضلاً عن حظر التدريبات العسكرية بالقرب من الحدود.