الخرطوم – (رياليست عربي): يبدو أن قتامة المشهد السوداني تزداد سواداً وسط غياب المبادرات العربية والدولية باستثناء بيانات خجولة تتحدث حول ضبط النفس وما شابه ذلك.
في السودان، لليوم الخامس على التوالي، استمرت الاشتباكات النشطة بين قوات الرد السريع والقوات الحكومية، وبحسب معلومات الواردة، تتحدث عن مقتل قائد قوات الرد السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” دون تأكيدات توضح صحة هذا الأمر.
قتال عنيف في الخرطوم
تمكنت القوات المسلحة السودانية من استعادة السيطرة على مبنى هيئة الأركان العامة ومطار العاصمة، وتعرضت مستودعات الوقود خلال القتال لأضرار، مما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة لا تزال مستعرة.
بالإضافة إلى ذلك، تفيد التقارير عن اقتراب تعزيزات كبيرة من القوات الحكومية من حدود المدينة، لكن لم يتم تحديد العدد الدقيق للمعدات العسكرية، ولكن هناك تقارير تفيد بأن حوالي 100 سيارة على متنها جنود من القوات المسلحة شوهدت بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم.
كما تمكن مقاتلون من قوة الرد السريع من صد الهجوم على مواقعهم في منطقة جبرا، وحصلوا على موطئ قدم هناك، في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات بين الجيش وقوات الرد السريع على القصر الرئاسي باستخدام المدفعية والمعدات الثقيلة.
المواجهات الإقليمية
كما استعادت القوات المسلحة السيطرة على قاعدة مروي الجوية، بالإضافة إلى ذلك، قال ممثلون عن قيادة الجيش إنه تم الاستيلاء على قاعدة قوات الرد السريع في مدينة الأبيض.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت فرقة المشاة السادسة عشرة بالقوات المسلحة السودانية “التحرير” النهائي لنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور من قوة الرد السريع.
في غضون ذلك، بدأت القوات الجوية السودانية هجوماً بقذائف الهاون على مدينة الفاشر في شمال إقليم دارفور، حيث سقط جزء من القذائف على مخيم النازحين، وبحسب المعطيات الأولية، أصيب عدد من المدنيين، في وقت لا يزال القتال من أجل المدينة مستمر.
وجدير بالذكر أن أطراف النزاع كانت قد اتفقت على تنظيم هدنة أخرى لمدة 24 ساعة، بدأت الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي، ومع ذلك، تظهر التجارب السابقة أنه من غير المرجح أن يستمر السلام طويلاً.
وقالت سلطات ألمانيا والصين واليابان وروسيا إنها لا تستطيع بعد إجلاء مواطنيها من البلاد بسبب العمل النشط للدفاع الجوي والمعارك للمطارات، ومع ذلك، فإنهم يدرسون الإجراءات التي يمكن اتخاذها لإنقاذ المواطنين من السودان.
وجدير بالذكر أن الدفعة الأولى من القوات المحتجزة من الجيش المصري وصلت إلى القاهرة.
ووفقاً لنقابة الأطباء السودانيين، توقف 39 من أصل 59 منشأة طبية في الخرطوم والولايات المجاورة عن العمل بسبب القصف، في الوقت نفسه، أبلغت الأمم المتحدة عن 300 قتيل وأكثر من 2600 جريح.
ويبدو هذا الصراع مختلف عن سابقيه لجهة الاستمرارية حتى النفس الأخير لكسب المعركة لصالح من سيقود السودان على جثث أبنائه، في حين أن الصمت العربي والدولي يبين أن ثمة من يعمل على تأجيج هذا الصراع وإزكاء نيرانه لمخططات ستتكشف تباعاً ليس خافياً أن تكون موارد السودان جزءاً منها.