واشنطن – (رياليست عربي): في الولايات المتحدة، أصبحت مشكلة تهريب المخدرات من المكسيك حادة للغاية لدرجة أن الجمهوريين يقترحون بنشاط إرسال قوات إلى دولة مجاورة لمحاربة عصابات المخدرات.
ولسنوات عديدة، سجلت الولايات المتحدة عشرات الآلاف من الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة، لكن الإجراءات المتخذة حتى الآن لم تساعد في حل المشكلة، فما هو جوهر مقترحات الجمهوريين، وكيف تفكر إدارة الرئيس جو بايدن في الأمر وكيف تتفاعل المكسيك مع ذلك؟
إن المزيد من أعضاء الحزب الجمهوري يعرضون إرسال قوات إلى المكسيك لمحاربة عصابات المخدرات، تم طرح فكرة الإذن باستخدام القوة العسكرية من قبل المشرعين دان كرينشو ومايكل والتز، وبادر مجلسا البرلمان إلى مشروع قانون لتصنيف بعض الكارتلات على أنها منظمات إرهابية أجنبية، وقال والتز: “نحن بحاجة إلى البدء في التفكير في هذه الجماعات مثل داعش أكثر من المافيا”.
أزمة المخدرات
بسبب مادة الفنتانيل الأفيونية القوية، التي يتم تهريبها إلى الولايات المتحدة من المكسيك، وصلت الوفيات المرتبطة بالمخدرات في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وعلى الرغم من حقيقة أنه بحلول عام 2020 انخفض عدد الوصفات الطبية للمواد الأفيونية خارج المستشفيات في الولايات المتحدة بنحو 44٪ في ثماني سنوات، تضاعفت الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من هذه المواد في هذه الفترة ثلاث مرات تقريباً، وفي عام 2021 نمت حتى أقوى، حيث بلغ عدد القتلى العام الماضي نحو 82 ألفاً، وتنتبه وسائل الإعلام إلى أن هذه الخسائر أكبر من الخسائر الأمريكية في حرب فيتنام التي قتل فيها 58.2 ألف عسكري.
وجدير بالذكر أن الفنتانيل هو مسكن أفيوني قوي يستخدم كمخدر في الجراحة ومرضى السرطان والأشخاص الذين يعانون من آلام شديدة، في السوق السوداء، يتم استخدامه كبديل رخيص للهيروين، إنه سريع الإدمان ويمكن أن تسبب جرعة زائدة منه بالموت بسهولة.
وغالباً ما يبيع المهربون المخدرات المجففة تحت ستار الهيروين أو الكوكايين، والتي تحتوي في الواقع على شكل غير مشروع من الفنتانيل، وهكذا فإن المخدرات تقتل حتى أولئك الذين لم يعرفوا أنهم كانوا يتعاطون هذه المادة.
وكانت قد صادرت الجمارك وحماية الحدود الأمريكية 14.7 ألف حبة (أكثر من 6.5 طن) من الفنتانيل في السنة المالية 2022.
بالإضافة إلى ذلك، تشعر إدارة بايدن بالقلق أيضاً بشأن مشكلة ارتفاع معدلات تهريب المخدرات، لكنها تعتزم محاربة هذا بشكل سلمي، فقد أرسل الرئيس الأمريكي إلى الكونغرس مقترحاته الخاصة بالميزانية للسنة المالية 2024، والتي تطالب بتخصيص 46.1 مليار دولار لاحتياجات وكالات البرنامج الوطني لمكافحة المخدرات، على هذا النحو، يُقترح زيادة هذا الإنفاق بمقدار 5 مليارات دولار عن طلب السنة المالية 2022 وبمقدار 2.3 مليار دولار خلال السنة المالية 2023.
أما موقف المكسيك، فقد أدان الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور دعوات المشرعين الأمريكيين للجيش الأمريكي لمحاربة عصابات المخدرات في الأراضي المكسيكية، وقال الرئيس “لن نسمح لأي دولة بغزو أراضينا، وخاصة القوات المسلحة للدول الأخرى، بالإضافة إلى كون ذلك قرار غير مسؤول، فإن هذا يسيء أيضاً إلى شعب المكسيك”.
بالتالي، رغم قوة أمريكا خارج أسوارها، لكنها مدمرة من الداخل، فبعد مشكلة السلاح الذي يذهب بآلاف الضحايا سنوياً، يبدو أن مشكلة المخدرات لا تقل خطورة وهي أخطر من كل الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة منذ بداية نشأتها وإلى يومنا هذا.