كييف – (رياليست عربي): شهدت الأيام الماضية تحولًا استراتيجية في التحركات الأوكرانية العسكرية تجاه روسيا، استراتيجية وصفت بحسب الخبراء والمحللين بـ”الانتحارية” من أجل استنزاف موسكو.
تحركات كان أخرها إعلان وزير الدفاع الأوكراني ألكسي ريزنيكوف، أنه “لا شيء يحول دون استهدافنا لشبه جزيرة القرم ومواقع فيها”، ويأتي تصريح السلطات الأوكرانية، بعد إعلان السلطات الموالية لروسيا في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، أنّ “الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة أوكرانية”، فماذا يحدث على الأرض؟ وما هي استراتيجية المسيرات الجديدة؟.
في السياق بدأت كييف تعمل بتلك الاستراتيجية بعد الخسائر التي مُنيت بها وانسحاب جنودها من أرض المعارك، فلا سبيل لديهم سوى اللجوء إلى حرب المسيرات الانتحارية.
وبحسب الخبراء، تلك الخطة لن تحقق غايتها في ظل أعمال قوات الدفاع الجوي الروسي التي تسقط بشكل يومي مجموعة من المسيرات الأوكرانية سواء محلية الصنع عن طريق الخبراء الأجانب في كييف، أو المسيرات التي حصلت عليها من واشنطن والتي يطلق عليها “شبح العنقاء”.
ويمكن لهذه الطائرات المسيّرة القضاء على الدبابات والدروع، وبمقدورها التحليق لفترة تصل لـ6 ساعات بحثا عن الأهداف أو تتبعها، كما أن باستطاعتها العمل والتحرك ليلا باستخدام مستشعرات للأشعة تحت الحمراء.
وخلال الفترة الماضية، تبرع العشرات بطائراتهم المسيرة غير الاحترافية والتجارية لأوكرانيا بعد أن ناشدت كييف كل من يستطيع أن يمدها بالطائرات المسيرة لتشكل “جيشا من المسيرات”.، كما ناشدت كييف الجميع التبرع بالأموال لصالح شراء 200 طائرة استطلاع عسكرية مسيرة.
واشنطن وكارت المسيرات
تسعى كييف من خلال تحركاتها الأسابيع الماضية إلى تنفيذ طريقة “كاميكازي” التي اعتمدتها اليابان في الحرب العالمية الثانية، وهي استخدام الطائرات الانتحارية لإلحاق أكبر ضرر بالخصوم.
استراتيجية بحسب المراقبون للوضع الحالي قامت واشنطن بتطبيقها مع موسكو من خلال كييف، فبالنظر إلى خريطة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا نجد أن معظمها تضم طائرات مسيرة من النوع الانتحاري “شبح العنقاء”.
فخلال الشهر الماضي فقط قدمت واشنطن ما يقرب من 580 طائرة مسيرة إلى أوكرانيا، ووصول هذا النوع من المسيرات إلى القوات الأوكرانية يشكل نقطة تحول كبيرة، فهي صغيرة الحجم كما أنها مصنوعة من مواد لا تعكس أمواج الرادار، كما أنه تستطيع البقاء معلقة في الهواء لفترة من الزمن حتى بروز الهدف ليتم ضربه مباشرة؛ علاوة على ذلك يحتاج استخدام هذا النوع من المسيرات تدريب جيد وفترة تدريب لا تقل عن شهر، وهذا يعني وجود مراكز تدريب مجهزة في أوكرانيا.
من جانبه قال ديميتري بريجع، الأكاديمي الروسي في جامعة الصداقة بين الشعوب بموسكو، إن استراتيجية كييف الآن والواضحة للجميع هي استنزاف موسكو، من خلال استخدام المسيرات لضرب اهداف مناطق تواجد القوات الروسية وشبة جزيرة القرم والتي تعد منطقة مهمة لروسيا للسياحة والتجارة.
وأكد ديميتري بريجع، أن دعم واشنطن لكييف بالمسيرات يمثل نقطة تحول كبيرة في المعارك، فكلما نجحت موسكو في تحقيق مكاسب ميدانية، زادت كييف من تهورها من خلال المسيرات.
وتابع: “التصعيد هو السيناريو الأقرب والذي يحدث يوميًا فكلا الطرفين الروسي والأوكراني لا يوجد بينهم أرضية مشتركة من أجل التفاوض، فموسكو ترى أن الغرب وواشنطن السبب من خلال الدعم العسكري لكييف، والجانب الأخر يرى أن موسكو هي السبب نظرًا لبدء عملياتها العسكرية.