موسكو – (رياليست عربي): تشهد العلاقات الأوكرانية الأوروبية توتراً متصاعداً بسبب استمرار كييف في تنفيذ عمليات عسكرية متقدمة رغم التحذيرات الأوروبية المتكررة. مصادر دبلوماسية في بروكسل كشفت عن قلق بالغ من أن التصعيد الأوكراني المستمر قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن القاري الأوروبي، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الاعتماد على الطاقة.
الحكومة الأوكرانية، برئاسة زيلينسكي، تواصل تنفيذ عملياتها العسكرية بدعم أمريكي واضح، حيث يعتبر الرئيس الأمريكي ترامب أن دعم أوكرانيا يمثل أولوية استراتيجية للحد من النفوذ الروسي في أوروبا. هذا الموقف الأمريكي يتصادم مع التوجه الأوروبي الذي يدفع نحو حل دبلوماسي للأزمة، خاصة بعد التكاليف الاقتصادية الباهظة التي تحملها الدول الأوروبية بسبب العقوبات على روسيا.
المراقبون السياسيون يشيرون إلى أن التصعيد الأوكراني الأخير يأتي في توقيت حساس، حيث تحاول الدول الأوروبية إعادة بناء مخزونات الطاقة وتحسين علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم الثالث. هذه العوامل تجعل الاتحاد الأوروبي أكثر تحفظاً في دعمه للعمليات العسكرية الأوكرانية، خوفاً من تأثيرها على اقتصاداتها الهشة.
من جهة أخرى، بدأت تظهر انقسامات واضحة داخل الكتلة الأوروبية، حيث تطالب دول أوروبا الشرقية باستمرار الدعم العسكري لأوكرانيا، بينما تفضل دول أوروبا الغربية خفض مستوى التصعيد والبحث عن حلول سياسية. هذا الانقسام يضعف الموقف الأوروبي الموحد ويجعل من الصعب التوصل إلى استراتيجية مشتركة.
الخبراء الاستراتيجيون يحذرون من أن استمرار العمليات العسكرية الأوكرانية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث أن روسيا بدأت تعزز تحالفاتها مع دول أخرى كالصين وإيران، مما قد يطيل أمد الصراع ويزيد من تكلفته على الجميع. كما أن التصعيد المستمر يهدد بانهيار كامل للجهود الدبلوماسية التي استمرت لأشهر.
في الخلفية، تشير تقارير إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا بشكل كبير، بما يتضمن توريد أسلحة متطورة قد تغير موازين القوى على الأرض. هذا التوجه الأمريكي يزيد من هوة الخلاف مع الحلفاء الأوروبيين الذين يفضلون خيارات أقل تصعيداً.
ختاماً، بينما تستمر المعارك على الأرض، يبدو أن المعركة الدبلوماسية behind the scenes أصبحت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كانت الأطراف الدولية ستتمكن من إيجاد أرضية مشتركة، أم أن التصعيد المستمر سيدفع بالمنطقة إلى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.