واشنطن – (رياليست عربي): تشهد الأسواق العالمية ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الليثيوم بعد قرار الصين إغلاق أحد أكبر مناجم إنتاج هذا المعدن الاستراتيجي، يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه العالم طلباً متزايداً على الليثيوم الذي يعد مكوناً أساسياً في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية.
المصادر تشير إلى أن منجم Jiangxi الذي تم إغلاقه كان ينتج ما يقارب 8% من الإمدادات العالمية لليثيوم. هذا القرار المفاجئ أدى إلى اضطراب في سلاسل التوريد العالمية ودفع بالأسعار إلى مستويات قياسية. المحللون يتوقعون استمرار هذا الاتجاه الصعودي خلال الأشهر المقبلة في ظل محدودية البدائل المتاحة.
الصين التي تهيمن على سوق معالجة الليثيوم العالمي، تواجه ضغوطاً متزايدة لتعزيز معايير السلامة البيئية في قطاع التعدين. إغلاق المنجم يأتي ضمن حملة أوسع لتحسين الممارسات البيئية في صناعة التعدين، لكنه أثار مخاوف من تأثيرات سلبية على الصناعات المعتمدة على هذا المعدن الحيوي.
الارتفاع الحاد في الأسعار يضع شركات صناعة السيارات الكهربائية في موقف صعب، حيث تشكل بطاريات الليثيوم-أيون ما يصل إلى 40% من تكلفة السيارة الكهربائية. كبرى الشركات المصنعة بدأت بالفعل في البحث عن بدائل أو زيادة المخزونات استباقاً لمزيد من التقلبات السعرية.
في الجانب الآخر، تستفيد الدول المنتجة للليثيوم مثل أستراليا وتشيلي من هذا الارتفاع، حيث تشهد أسهم شركات التعدين فيها قفزات كبيرة. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن الارتفاع المستمر في الأسعار قد يعرقل الانتقال العالمي نحو الطاقة النظيفة ويبطئ من وتيرة تبني السيارات الكهربائية.
هذا التطور يسلط الضوء على الهشاشة في سلاسل توريد المواد الخام الحرجة للتحول الطاقة العالمي. الخبراء الاقتصاديون ينبهون إلى ضرورة تنويع مصادر التوريد وزيادة الاستثمارات في تقنيات إعادة التدوير لتقليل الاعتماد على المناجم الجديدة، في وقت أصبحت فيه المعادن النادرة مثل الليثيوم سلاحاً جيوسياسياً بيد الدول المنتجة.