موسكو – (رياليست عربي): شهدت محطة زابوروجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا، حادثاً خطيراً بعد تعرض مجموعة من العاملين فيها لهجوم بطائرة مسيرة، الحادث الذي وقع مؤخراً أثار موجة قلق جديدة بشأن سلامة المنشآت النووية في أوكرانيا وسط استمرار العمليات العسكرية في المنطقة. وفقاً لمصادر محلية، استهدف الهجوم موكباً لنقل الموظفين كان في طريقه إلى المحطة، حيث شوهدت الطائرة المسيرة وهي تحلق على ارتفاع منخفض قبل تنفيذ الهجوم.
محطة زابوروجيا التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 5700 ميجاوات ظلت تحت السيطرة الروسية منذ مارس 2022، وقد شهدت سلسلة من الحوادث المقلقة خلال الأشهر الماضية. الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعربت مراراً عن قلقها إزاء الوضع الأمني في المحطة، خاصة بعد عدة حوادث سابقة تضمنت انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي واشتباكات في المناطق المحيطة. الحادث الحالي يضيف طبقة جديدة من التعقيد للأزمة، حيث يثير تساؤلات حول إمكانية ضمان التشغيل الآمن للمحطة في ظل هذه الظروف.
الخبراء في مجال السلامة النووية يحذرون من أن مثل هذه الهجمات تخلق بيئة عمل خطيرة للعاملين في المحطة، وقد تؤثر سلباً على أدائهم وقدرتهم على الحفاظ على معايير السلامة المطلوبة. كما أن تكرار هذه الحوادث يزيد من مخاطر حدوث أخطاء بشرية أو تقنية قد تكون لها عواقب غير محسوبة. من ناحية أخرى، يبقى السؤال حول الجهة المسؤولة عن الهجوم مفتوحاً، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة وتحركات عسكرية من كلا الجانبين.
أما المجتمع الدولي يتابع التطورات بقلق بالغ، مع تأكيدات متكررة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على ضرورة حماية المنشآت النووية والحفاظ على سلامتها، محطة زابوروجيا تمثل مصدر قلق خاص نظراً لحجمها وأهميتها الإستراتيجية، حيث أن أي حادث نووي فيها قد تكون له تداعيات تتجاوز الحدود الأوكرانية، الحادث الأخير يسلط الضوء مرة أخرى على الحاجة الملحة لضمان بيئة عمل آمنة للعاملين في المنشأة وحماية البنية التحتية الحيوية من أي أعمال عسكرية.